[ 10009 ] أخبرنا أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، محمد بن جعفر بن مطر ، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي حدثنا إسحاق الحنظلي ، حدثنا عمرو بن محمد القرشي ، حدثنا أسباط الهمداني ، عن السدي [ عن أبي سعيد الأزدي عن أبي الكنود ] في قوله عز وجل : ( خباب بن الأرت ، ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) جاء الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن الفزاري ، فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بلال وصهيب وعمار وخباب قاعدا في ناس من الضعفاء ، فلما رأوهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حقروهم ، فأتوه ، وقالوا : إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف العرب لنا به فضلا ؛ فإن وفود العرب تقدم عليك فنستحي مع هؤلاء الأعبد ، فإذا جئناك فأقمهم عنا ، وإذا [ ص: 97 ] خرجنا نحن فاقعد معهم إن شئت ، فقال : " نعم " قالوا : فاكتب لنا عليك به كتابا ، قال فدعا بالصحيفة ، ودعا عليا ليكتب ، قال : ونحن جلوس في ناحية فنزل جبريل عليه السلام فقال : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) الآية ثم ذكر الأقرع وعينيه فقال : ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين ) .
ثم قال : ( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ) .
فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصحيفة ، ودعا لهم وقال لهم : ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) قال : فيومئذ وضعنا ركبنا ، وكان يجلس فإذا أراد القيام قام وتركنا فأنزل الله عز وجل : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم ) ولا تجالس الأشراف . ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ) .
يعني الأقرع وعيينة ، قال : ثم ضرب لهم مثل الحياة الدنيا ومثل الرجلين ، فكنا نقعد بعد ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا بلغ الساعة التي يريد أن يقوم فيها قمنا ، وتركناه حتى يقوم . عن