[ ص: 969 ] ذكر . أقوال التابعين
قال : إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم وسيماكم ونجواكم وحلاكم ومجالسكم . عبيد بن عمير
وقال ( سعيد بن جبير يحول بين المرء وقلبه ) ، ( الأنفال 24 ) ، قال : يحول بين المؤمن والكفر ، وبين الكافر والإيمان .
وقال - رحمه الله تعالى - فذكر قصة بخت نصر وملك ابنه ، فرأى كفا فرجت بين لوحين ، ثم كتبت سطرين ، فدعا الكهان والعلماء فلم يجد عندهم منه علما ، فقالت له أمه : إنك لو أعدت لدانيال منزلته التي كانت له من أبيك - وكان قد جفاه - أخبرك ، فدعاه فقال : إني معيد لك منزلتك من أبي ، فأخبرنا ما هذان السطران ؟ قال : أما ما ذكرت أنك معيد لي منزلتي من أبيك ، فلا حاجة لي بذلك ، وأما هذان السطران فإنك تقتل الليلة ، فأخرج من في القصر أجمعين ، وأمر بقفلة جلاد ، فقفلت بها الأبواب عليه ، وأدخل معه آمن أهل القرية في نفسه معه سيف ، وقال له : من جاء من خلق الله فاقتله ، وإن قال أنا فلان ، وبعث الله عليه البطن ، فجعل يمشي والآخر مستيقظ ، حتى إذا كان على شطر الليل ، رقد ورقد صاحبه ، ثم نبهه البطن فذهب يمشي والآخر راقد ، فرجع فاستيقظ فقال : أنا فلان ، وضربه بالسيف فقتله . وقال : ما قدر الله فهو قدر . وكان ابن المسيب يقول : أعلم الناس بالقدر ضعفاؤهم ، يقول : إن كل [ ص: 970 ] من لم يدخل في خصومة القدر كان من قوله إذا تكلم : كان من قدر الله كذا وكذا . إياس بن معاوية
وقال معمر : إن ابن شبرمة كان يغضب إذا قيل له مد الله في عمرك ، يقول : إن العمر لا يزاد فيه ولا ينقص منه . وقال أبو حازم : قال الله تعالى : ( فألهمها فجورها وتقواها ) ، ( الشمس 8 ) قال : فالفاجرة ألهمها الله الفجور ، والتقية ألهمها الله التقوى . وقال مجاهد : قول الله ( إني أعلم ما لا تعلمون ) قال : علم من إبليس المعصية ، وخلقه لها .
وعن قال : وقف إبراهيم بن أبي عبلة على رجاء بن حيوة مكحول وأنا معه ، فقال : يا مكحول ، بلغني أنك تكلمت في شيء من القدر ، ووالله ، لو أعلم ذلك لكنت صاحبك من بين الناس ، فقال مكحول : لا والله ، أصلحك الله ، ما ذاك من شأني ولا من قولي أو نحو ذلك .
وقال : إن آفة كل دين كان قبلكم ، أو قال : آفة كل دين القدر . وقال إبراهيم النخعي : لم نوكل في القرآن إلى القدر ، وأخبرنا أنا إليه نصير . وكان مطرف بن عبد الله بن الشخير طاوس بمكة يصلي ، ورجلان خلفه يتجادلان في القدر ، فانصرف إليهما فقال : يرحمكما الله ، تجادلان في حكم الله ؟
[ ص: 971 ] وقال ميمون : لا تسبوا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تعلموا النجوم ، ولا تجادلوا أهل القدر . وقال أيضا : أدركت ناسا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولون : كل شيء بقدر . وقال طاوس أبو حازم : لعن الله دينا أنا أكبر منه - يعني : التكذيب بالقدر . يقول هذا عندما يروى حديث ، عن أبيه ، عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : عمرو بن شعيب . لا يؤمن المرء حتى يؤمن بالقدر خيره وشره
وعن عمرو بن محمد قال : كنت عند ، فجاءه رجل فقال : الزنا بقدر ؟ فقال : نعم . قال : كتبه علي ؟ قال : نعم . قال : ويعذبني عليه ؟ قال : فأخذ له الحصى . وقال سالم بن عبد الله الحسن : من كذب بالقدر ، فقد كذب بالقرآن .
وقال مجاهد في قوله تعالى ( لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون ) ، ( المؤمنون 63 ) ، قال : أعمال لا بد لهم من أن يعملوها .
وعن أبي صالح ( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) ، ( النساء 79 ) وأنا قدرتها عليك . وقال حميد : قدم الحسن مكة ، فقال لي فقهاء مكة - الحسن بن مسلم وعبد الله بن عبيد : لو كلمت الحسن فأخلانا يوما ، فكلمت الحسن فقلت : يا أبا [ ص: 972 ] سعيد ، إخوانك يحبون أن تجلس لهم يوما . قال : نعم ، ونعمت عين ، فواعدهم يوما فجاءوا واجتمعوا ، وتكلم الحسن وما رأيته قبل ذلك اليوم ولا بعده أبلغ منه ذلك اليوم ، فسألوه عن صحيفة طويلة ، فلم يخطئ فيها شيئا إلا في مسألة . فقال له رجل : يا أبا سعيد ، من خلق الشيطان ؟ قال : سبحان الله ، سبحان الله ، وهل من خالق غير الله ؟ ثم قال : إن الله تعالى خلق الشيطان ، وخلق الشر وخلق الخير . فقال رجل منهم : قاتلهم الله يكذبون على الشيخ .
وقال أيضا : قرأت على الحسن في بيت أبي خليفة القرآن أجمع ، من أوله إلى آخره ، وكان يفسره على الإثبات . وقال : قلت خالد الحذاء للحسن : أرأيت آدم أللجنة خلق أم للأرض ؟ قال : للأرض . قال قلت : أرأيت لو اعتصم ؟ قال : لم يكن بد من أن يأتي على الخطيئة .
وقال : ما كلمت أحدا من أهل الأهواء بعقلي كله إلا إياس بن معاوية القدرية ، فإني قلت لهم : ما الظلم فيكم ؟ فقالوا : أن يأخذ الإنسان ما ليس له . فقلت لهم : فإن الله على كل شيء قدير .
ولعبد الرزاق ، عن معمر قال : كتب إلى عمر بن عبد العزيز : أما بعد ، فإن استعمالك عدي بن أرطاة سعد بن مسعود على عمان كان من الخطايا التي قدر الله عليك ، وقدر أن تبتلى بها .
عنه - رضي الله عنه - قال : لو أراد الله أن لا يعصى لم [ ص: 973 ] يخلق إبليس ، ثم قرأ ( ولعبد الله بن أحمد ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم ) ، ( الصافات 163 ) .
وله عنه - رضي الله عنه - أنه قال لغيلان : ألست تقر بالعلم ؟ قال : بلى . قال : فما تريد مع أن الله يقول : ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم ) ، ( الصافات 162 - 163 ) ؟
وله عن أبي جعفر الخطمى قال : شهدت وقد دعا عمر بن عبد العزيز غيلان لشيء بلغه في القدر ، فقال : ويحك يا غيلان ، ما هذا الذي بلغني عنك ؟ قال : يكذب علي يا أمير المؤمنين ، ويقال علي ما لم أقل . قال : ما تقول في العلم ؟ قال : قد نفذ العلم . قال : فأنت مخصوم ، اذهب الآن ، فقل ما شئت . ويحك يا غيلان ، إنك إن أقررت بالعلم خصمت ، وإن جحدته كفرت ، وإنك أن تقر به فتخصم خير لك من أن تجحده فتكفر . قال : ثم قال له : تقرأ يس ؟ فقال : نعم . فقال له : اقرأ ( يس والقرآن الحكيم ) ، ( يس 1 - 2 ) فقرأ ( يس والقرآن الحكيم . . . إلى قوله : لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون ) ، ( يس 1 - 7 ) قال : قف ، كيف ترى ؟ قال : كأني لم أقرأ هذه الآية يا أمير المؤمنين . قال : زد ( إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ) ، ( يس 8 - 9 ) قال له عمر : قل ( سدا فأغشيناهم ) ، قال : قال له عمر : قل ( فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) ، ( يس 9 - 10 ) قال : كيف ترى ؟ قال : كأني لم أقرأ هذه الآيات ، وإني أعاهد الله أن لا أتكلم في شيء مما كنت أتكلم فيه أبدا . قال : اذهب . فلما ولى ، قال : اللهم إن كان كاذبا فيما قال ، فأذقه حر السلاح . قال : فلم يتكلم زمن عمر ، فلما كان زمن ، جاء رجل لا يهتم لهذا ولا ينظر فيه ، قال : فتكلم يزيد بن عبد الملك غيلان ، فلما ولي هشام ، أرسل إليه ، فقال : أليس قد عاهدت الله تعالى [ ص: 974 ] لعمر أن لا تتكلم في شيء من هذا الأمر أبدا ؟ قال : أقلني ، فلا والله لا أعود . قال : لا أقالني الله إن أقلتك ، هل تقرأ فاتحة الكتاب ؟ قال : نعم . قال : اقرأها ، فقرأ ( الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين ) ، ( الفاتحة 2 - 5 ) قال : قف ، علام تستعينه ؟ أعلى أمر بيده لا تستطيعه إلا به ، أو على أمر في يدك أو بيدك ؟ اذهبا به فاقطعا يديه ورجليه ، واضربوا عنقه واصلبوه . قال ابن عون : أنا رأيت غيلان مصلوبا على باب دمشق .
وعنه قال في أصحاب القدر : فإن تابوا ، وإلا نفوا من دار المسلمين . وقال مالك ، عن عمه سهل قال : كنت مع ، فقال لي : ما ترى في هؤلاء عمر بن عبد العزيز القدرية ؟ قال قلت : أرى أن تستتيبهم ، فإن قبلوا ، وإلا عرضتهم على السيف . فقال : ذلك رأيي . قلت : أسألك ، فما رأيك أنت ؟ قال : هو رأيي . القائل عمر بن عبد العزيز لمالك فما رأيك ؟ هو إسحاق بن عيسى .
وكان يقول لأمير كان على نافع مولى ابن عمر المدينة : أصلحك الله ، اضرب أعناقهم - يعني : القدرية .
وقال : إن لم يكن أهل القدر من الذين يخوضون في آيات الله ، فلا أدري من هم . وقال ابن سيرين مجاهد : لا يكون مجوسية حتى يكون قدرية ، ثم تزندقوا ، ثم تمجسوا .
[ ص: 975 ] وقال منصور بن عبد الرحمن : سألت الحسن عن قوله تعالى : ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ) ، ( هود 118 ) فقال : الناس مختلفون على أديان شتى إلا من رحم ربك ، ومن رحم غير مختلف فيه ، فلقنته ( ولذلك خلقهم ) قال : نعم ، خلق هؤلاء لجنته ، وخلق هؤلاء لناره ، وخلق هؤلاء لرحمته وهؤلاء لعذابه .
وقال أيضا : قلت للحسن : قوله تعالى : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) ، ( الحديد 22 ) قال : قسمة الله ، ومن يشك في هذا ؟ كل مصيبة بين السماء والأرض ففي كتاب الله تعالى قبل أن يبرأ النسمة .
وقال : نزلت هذه الآية ( محمد بن كعب القرظي يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ، ( القمر 47 - 49 ) في أهل القدر . وفي رواية عنه قال : نزلت تعييرا لأهل القدر . وعنه أن الفضل الرقاشي قعد إليه ، فذاكره شيئا من القدر ، فقال له : تشهده ، فلما بلغ ( من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ) رفع محمد بن كعب القرظي محمد عصا معه ، فضرب بها رأسه وقال : قم ، فلما قام فذهب ، قال : لا يرجع هذا عن رأيه أبدا .
وقال مطر - رحمه الله : لقيني فقال : والله ، إني وإياك لعلى أمر واحد . قال : وكذب والله ، إنما عنى على الأرض . وقال : والله ، ما أصدقه في شيء . عمرو بن عبيد
[ ص: 976 ] وعن قال : رأيت ثابت البناني ، وهو يحك المصحف ، فقلت : ما تصنع ؟ فقال : أثبت مكانه خيرا منه . وعن عمرو بن عبيد قال : كنت مع حماد بن زيد أيوب ويونس وابن عون وغيرهم ، فمر بهم ، فسلم عليهم ووقف وقفته ، فما ردوا عليه السلام ، ثم جاز فما ذكروه . عمرو بن عبيد
وعن الحسن بن شقيق قال : قلت : سمعت من لعبد الله - يعني : ابن المبارك ؟ قال هكذا بيده ، أي كثيرا . قلت : فلم لا تسميه وأنت تسمي غيره من عمرو بن عبيد القدرية ؟ قال : لأن هذا كان رأسا .
وعن معاذ بن مكرم قال : رآني ابن عون مع في السوق ، فأعرض عني ، قال فاعتذرت إليه ، قال : أما إني قد رأيتك فما زادني . عمرو بن عبيد
وعن أبي بحر البكراوي قال : قال رجل - وقرأ عنده هذه الآية : ( لعمرو - يعني : ابن عبيد بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ) ، ( البروج 22 ) فقال له : أخبرني عن ( تبت يدا أبي لهب ) ، ( المسد 1 ) كانت في اللوح المحفوظ ؟ قال : ليست هكذا كانت . قالوا : وكيف كانت ؟ قال : كانت تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أبو لهب . فقال له الرجل : وهكذا ينبغي لنا أن نقرأ إذا قمنا إلى الصلاة ؟ فغضب عمرو ، فتركه حتى سكن ، ثم قال له : يا أبا عثمان ، أخبرني عن ( تبت يدا أبي لهب ) كانت في اللوح المحفوظ ؟ فقال : ليس هكذا كانت . قال : فكيف كانت ؟ قال : تبت يدا من عمل بمثل عمل أبي لهب . قال : فرددت عليه ، قال عمرو : إن علم الله ليس بسلطان ، إن علم الله لا يضر ولا ينفع . قلت : إن كان قال هذا ، ومات عليه [ ص: 977 ] فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وإن كان ذلك مكذوبا عليه ، فلعنة الله على الكاذبين .
وعن قال : كنت أمشي مع سلام بن أبي مطيع أيوب في جنازة ، وبين أيدينا ثلاثة رهط قد كانوا مع في الإعتزال ، ثم تركوا رأيه ذلك وفارقوه ، قال : فقال لي عمرو بن عبيد أيوب من غير أن أسأله : لا ترجع قلوبهم إلى ما كانت عليه .
وعن أبي رجاء قال : رأيت رجلين يتكلمان في المربد في القدر ، فقال فضل الرقاشي لصاحبه : لا تقر له بالعلم ، إن أقررت له بالعلم فأمكنت من نفسك ، يسحبك عرض المربد .
وعن قال : سمعت حوثرة بن أشرس سلاما أبا المنذر غير مرة وهو يقول : سلوهم عن العلم ، هل علم أو لم يعلم ؟ فإن قالوا قد علم ، فليس في أيديهم شيء ، وإن قالوا لم يعلم ، فقد حلت دماؤهم .
قال حوثرة : وحدثنا ، عن حماد بن سلمة أبي جعفر الخطمي قال : قيل : إن لعمر بن عبد العزيز غيلان يقول : القدر كذا وكذا ، قال : فمر به ، فقال : أخبرني عن العلم . قال : سبحان الله ، فقد علم الله كل نفس ما هي عاملة وإلى ما هي صائرة . فقال : والذي نفسي بيده ، لو قلت غير هذا ، لضربت عنقك ، اذهب الآن فجاهد جهدك . عمر بن عبد العزيز
وعن قال : صليت خلف رجل من معاذ بن معاذ بني سعد ، ثم بلغني أنه قدري ، فأعدت الصلاة بعد أربعين سنة أو ثلاثين سنة .
وقال : إبراهيم بن طهمان الجهمية كفار ، والقدرية كفار .
[ ص: 978 ] وقال : قال لنا عمرو بن دينار : اخزوا طاوس ، فإنه قدري . وقال معبدا الجهني الحسن بن محمد بن علي : لا تجالسوا أهل القدر . وقال : سمعت عكرمة بن عمار القاسم بن محمد يلعنان وسالم بن عبد الله القدرية الذين يكذبون بقدر الله حتى يؤمنوا بخيره وشره .
وقال : سمعت أبي وعمي يقولان : سمعنا مرحوم بن عبد العزيز العطار الحسن وهو ينهى عن مجالسة يقول : لا تجالسوا معبد الجهني معبدا ، فإنه ضال مضل . قال مرحوم : قال أبي : ولا أعلم أحدا يومئذ يتكلم في القدر غير معبد ورجل من الأساورة يقال له سسويه .
وقال عكرمة : سألت عن يحيى بن أبي كثير القدرية فقال : هم الذين يقولون : إن الله لم يقدر الشر . وقال مسلم بن يسار : إن معبدا يقول بقول النصارى .
وقال عمارة بن زاذان : بلغني أن القدرية يحشرون يوم القيامة مع المشركين ، فيقولون : والله ما كنا مشركين ، فيقال لهم : إنكم أشركتم من حيث لا تعلمون . قال : وبلغني أنه يقال لهم يوم القيامة : أنتم خصماء الله - عز وجل .
وقال عبد الله بن أحمد : سمعت أبي يقول : لا يصلى خلف القدرية والمعتزلة والجهمية .
[ ص: 979 ] وسألت أبي مرة أخرى عن فقال : إن كان يخاصم فيه أو يدعو إليه ، فلا يصلى خلفه . الصلاة خلف القدري
سمعت أبي وسأله علي بن الجهم عمن قال بالقدر يكون كافرا ؟ قال : إذا جحد العلم ، إذا قال : إن الله لم يكن عالما حتى خلق علما فعلم ، فجحد علم الله ، فهو كافر . اه من كتاب السنة .
وكلام الصحابة والتابعين وسائر الأئمة من القرون الثلاثة المفضلة يطول ذكره ، ومحله كتب النقل الجامعة ، وفيما ذكرنا كفاية ، ولله الحمد والمنة . اللهم يا ربنا ومليكنا وإلهنا ، قد علمت من سعد بطاعتك والجنة ، ومن شقي بمعصيتك والنار ، وكتبت ذلك وسطرته وقدرته ، وقضيته وشملت الجميع قدرتك ، ونفذت فيه مشيئتك ، ولك الحكمة البالغة والحجة الدامغة ، ولا يدري عبدك في أي القسمين ولا في أي القبضتين هو ، وأنت تعلم ، اللهم إياك نعبد إيمانا بكتبك ، وتصديقا لرسلك ، وانقيادا لشرعك ، وقياما بأمرك ودينك ، وإياك نستعين إيمانا بربوبيتك ، واستسلاما لقضائك وقدرك ، وافتقارا إليك وتوحيدا لك في إلهيتك وربوبيتك وأسمائك وصفاتك وخلقك وتكوينك ، ولا مشيئة إلا أن تشاء ، ولا قدرة لنا إلا على ما أقدرتنا عليه ، ولا معصوم إلا من عصمت ، ولا حول ولا قوة إلا بك ، اللهم اجعلنا ممن أعطى واتقى وصدق بالحسنى فيسرته لليسرى ، اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، غير المغضوب عليهم ممن علم الحق وكتمه وتركه وأباه واشترى بآياتك ثمنا قليلا ، ولا الضالين الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، اللهم يا من يحول بين المرء وقلبه ، حل بيننا وبين معصيتك والكفر ، يا مقلب القلوب ، ثبت قلوبنا على دينك حتى نلقاك به ، ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) ، ( آل عمران 8 ) .