الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- مقدمة

أقسام النعمة

- بيان منزلة السنة

- بيان منزلة صاحب السنة وصاحب البدعة

- فصل في أن الخارجين عن طاعة الرسل يتقلبون في الظلمات وأن أتباعهم يتقلبون في عشرة أنوار

- فصل في ذكر الأنوار وفيه فوائد جليلة

- فصل في تفسير قوله تعالى ( مثل نوره ) الآية

أقسام الناس بالنسبة لما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم

- في تفسير قوله تعالى ( في بحر لجي يغشاه موج ) الآية

- مطلب في بحث كاد

- في تفسير قوله تعالى ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ) الآية

- فصل في تفسير قوله تعالى ( أو كصيب من السماء ) الآية

أقسام الناس في الهدى الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم

- فصل في بيان الحكم التي اشتمل عليها المثلان المتقدمان

- فصل في التوحيدين اللذين عليهما مدار كتاب الله تعالى

الرد على الملاحدة والمعطلة

اجتماع الجيوش الإسلامية

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة

جزء

( قول إمام أهل الحديث علي بن المديني ) : شيخ البخاري بل شيخ الإسلام رحمه الله قال البخاري : علي بن المديني سيد المسلمين قيل له : ما قول الجماعة في الاعتقاد ؟ قال يثبتون الكلام والرؤية ويقولون : إن الله تعالى . . . على العرش استوى ، فقيل له : ما تقول في قوله تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) ؟ فقال : اقرأ أول الآية يعني بالعلم لأن في أول الآية : ( ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات ) . . . قال البخاري في كتاب خلق الأفعال ، وقال [ ص: 235 ] ابن المديني : القرآن كلام الله غير مخلوق من قال إنه مخلوق فهو كافر لا يصلى خلفه ، قال البخاري : ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي بن المديني . وقال الحسن بن محمد بن الحارث : سمعت علي بن المديني يقول : أهل الجماعة يؤمنون بالرؤية وبالكلام وأن الله فوق السماوات على العرش استوى ، فسئل عن قوله تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) الآية ، فقال : اقرأ ما قبله يعني علم الله تعالى .

( قَوْلُ إِمَامِ أَهْلِ الْحَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ ) : شَيْخِ الْبُخَارِيِّ بَلْ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ الْبُخَارِيُّ : عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ قِيلَ لَهُ : مَا قَوْلُ الْجَمَاعَةِ فِي الِاعْتِقَادِ ؟ قَالَ يُثْبِتُونَ الْكَلَامَ وَالرُّؤْيَةَ وَيَقُولُونَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى . . . عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، فَقِيلَ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ ) ؟ فَقَالَ : اقْرَأْ أَوَّلَ الْآيَةِ يَعْنِي بِالْعِلْمِ لِأَنَّ فِي أَوَّلِ الْآيَةِ : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ ) . . . قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ خَلْقِ الْأَفْعَالِ ، وَقَالَ [ ص: 235 ] ابْنُ الْمَدِينِيِّ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ مَنْ قَالَ إِنَّهُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ لَا يُصَلَّى خَلْفَهُ ، قَالَ الْبُخَارِيُّ : مَا اسْتَصْغَرْتُ نَفْسِي بَيْنَ يَدَيْ أَحَدٍ إِلَّا بَيْنَ يَدَيْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ . وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ : أَهْلُ الْجَمَاعَةِ يُؤْمِنُونَ بِالرُّؤْيَةِ وَبِالْكَلَامِ وَأَنَّ اللَّهَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، فَسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ ) الْآيَةَ ، فَقَالَ : اقْرَأْ مَا قَبْلَهُ يَعْنِي عِلْمَ اللَّهِ تَعَالَى .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث