الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
( قول إمام الصوفية في وقته ) : الإمام العارف أبو عبد الله عمرو بن عثمان المكي قال في كتابه آداب المريدين والتعرف بأحوال العباد . . . في باب ما يجيء به الشيطان " للتائبين " من الوسوسة . وأما الوجه الثالث الذي يأتي به الناس إذا هم امتنعوا عليه واعتصموا بالله فإنه يوسوس لهم في أمر الخالق ليفسد عليهم أصول التوحيد ، وذكر كلاما طويلا إلى أن قال : فهذا من أعظم ما يوسوس به في التوحيد بالتشكيك ، وفي صفات الرب بالتشبيه والتمثيل أو بالجحد لها والتعطيل ، وأن يدخل عليهم مقاييس عظمة الرب بقدر عقولهم فيهلكوا ( إن قبلوا ) أو يضعضع أركانهم إلا أن يلجئوا في ذلك إلى العلم وتحقيق المعرفة بالله عز وجل من حيث أخبر عن نفسه ووصف به نفسه ووصفه به رسوله فهو تعالى القائل : أنا الله ، لا الشجرة الجائي هو لا أمره المستوي على عرشه بعظمة جلاله دون كل مكان ، الذي كلم موسى تكليما وأراه من آياته عظيما فسمع موسى كلام الله الوارث لخلقه السميع لأصواتهم الناظر بعينه إلى أجسامهم يداه ، مبسوطتان وهما غير نعمته وقدرته ، وخلق آدم بيده ثم ساق [ ص: 275 ] كلاما طويلا في السنة وهو رحمه الله من نظراء الجنيد وأعيان مشايخ القوم توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد .

التالي السابق


الخدمات العلمية