( أبي عيسى الترمذي ) - رحمه الله تعالى قال في جامعه لما ذكر حديث قول : أبي هريرة . قال : معناه لهبط على علم الله ، قال : وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه ، وقال في حديث لو [ ص: 243 ] أدلى أحدكم بحبل لهبط على الله : ( أبي هريرة . . . ) قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما أشبهه من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى ( كل ليلة ) إلى السماء الدنيا ، قالوا : قد ثبتت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال : كيف ؟ ، هكذا روي ( عن ) إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه مالك ، ، وابن عيينة ، أنهم قالوا في هذه الأحاديث : أمروها بلا كيف قال : وهذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة ، وأما وابن المبارك الجهمية فأنكرت هذه الروايات ، وقالوا : هذا تشبيه . وقد ذكر الله تعالى في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات وفسروها على غير ما فسر أهل العلم ، وقالوا : إن الله لم يخلق آدم بيده وإنما معنى اليد هاهنا القوة ، وقال : إنما يكون التشبيه إذا قال : يد كيدي أو مثل يدي أو سمع كسمعي فهذا التشبيه ، وأما إذا قال كما قال الله ، يد وسمع وبصر ولا يقول : كيف ولا ( يقول ) : مثل سمع ولا كسمع . فهذا لا يكون تشبيها ( عنده ) ( وهو كما ) قال الله تعالى : [ ص: 244 ] ( إسحاق بن راهويه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) هذا كله كلامه وقد ذكره عنه شيخ الإسلام في كتابه الفاروق بإسناده ، وكذلك من تأمل تبويب أبو إسماعيل الأنصاري في السنة والرد على ابن ماجه الجهمية في أول كتابه ، وتبويب أبي داود فيما ذكر في الجهمية والقدرية وسائر أئمة أهل الحديث علم مضمون قولهم وأنهم كلهم على طريقة واحدة وقول واحد ، ولكن بعضهم بوب وترجم ولم يزد على الحديث غير التراجم والأبواب ، وبعضهم زاد التقرير وإبطال قول المخالف ، وبعضهم سرد الأحاديث ولم يترجم لها ، وليس فيهم من أبطل حقائقها وحرفها عن مواضعها وسمى تحريفها تأويلا كما فعلته الجهمية ، بل الذي بين أهل الحديث والجهمية من الحرب أعظم مما بين عسكر الكفر وعسكر الإسلام ، قال في أول سننه : باب ما أنكرت وابن ماجه الجهمية ثم روى أحاديث الرؤية ، وحديث أين كان ربنا ، وحديث جابر : . وحديث الأوعال الذي فيه : بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور من فوقهم فرفعوا رءوسهم فإذا الجبار جل جلاله قد أشرق عليهم من فوقهم . وحديث : والعرش فوق ذلك والله فوق العرش . وغيرها من الأحاديث . إن الله ليضحك إلى ثلاثة