ذكر ( رضي الله عنه عمر بن الخطاب ) عن قول إسماعيل عن قيس قال : لما قدم عمر رضي الله عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره فقالوا : يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونا [ ص: 120 ] ليلقاك عظماء الناس ووجوههم فقال عمر رضي الله عنه : ألا أراكم هاهنا إنما الأمر من هاهنا وأشار بيده إلى السماء .
وذكر أبو نعيم بإسناده عنه : ويل لديان الأرض من ديان السماء يوم يلقونه إلا من أمر بالعدل وقضى بالحق ولم يقضي على هوى ولا قرابة ولا على رغب ولا على رهب وجعل كتاب الله مرآة بين عينيه .
وقال : حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال : سمعت جرير بن حازم أبا يزيد المزني قال : لقيت امرأة رضي الله عنه يقال لها عمر بن الخطاب خولة بنت ثعلبة - رضي الله عنها - وهو يسير مع الناس فاستوقفته فوقف لها ودنا منها وأصغى إليها رأسه حتى قضت حاجتها وانصرفت ، فقال له رجل يا أمير المؤمنين حبست رجالا من قريش على هذه العجوز قال : ويلك تدري من هذه ؟ ( قال : لا ) ، ( قال : هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات هذه خولة بنت ثعلبة والله لو لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت حتى تقضي حاجتها إلا أن تحضرني صلاة فأصليها ثم أرجع إليها حتى تقضي حاجتها ) .
وقال عن خليد بن دعلج قتادة قال خرج رضي الله عنه من المسجد ومعه [ ص: 121 ] عمر بن الخطاب جارود العبدي ، فإذا بامرأة بارزة على ظهر الطريق فسلم عليها عمر رضي الله عنه فردت عليه السلام وقالت : هيها يا عمر عهدتك يا عمر وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ تزع الصبيان بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ولم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشي الفوت ، فقال الجارود : فقد أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين ، فقال عمر رضي الله عنه : دعها أما تعرفها هذه التي سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات خولة بنت حكيم فعمر والله أحق أن يستمع لها . قال : وروينا من وجوه عن ابن عبد البر أنه خرج ومعه الناس فمر بعجوز فاستوقفته فوقف ( لها ) وجعل يحدثها وتحدثه فقال رجل : يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه العجوز قال : ويلك أتدري من هذه ؟ هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات . فذكر الحديث . عمر بن الخطاب