( حدثنا  سعيد بن عبد الرحمن المخزومي  ، حدثنا   سفيان بن عيينة  ، عن   عمرو بن دينار  ، عن  سعيد بن الحويرث     ) تصغير الحارث ( عن   ابن عباس  ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغائط ) الغوط عمق الأرض الأبعد ، ومنه قيل : للمنخفض من الأرض ، ثم قيل لموضع قضاء الحاجة ; لأن العادة أن تقضى في المنخفض ، حيث هو أستر له ، ثم اتسع فيه حتى صار يطلق على النحو نفسه ، كذا حرره  الحنفي  ، والصحيح أن الغائط أصله المطمئن من الأرض ، كانوا يأتونه للحاجة قبل اتخاذ الكنف في البيوت ، فكنوا به عن نفس الحدث لمجاز المجاورة كراهة لذكره بخاص اسمه ، إذ من عادة العرب التعفف ، واستعمال الكناية في كلامهم ، وصون الألسنة عما يصان الأبصار والأسماع عنه ، والمراد به هاهنا هو المعنى الأصلي ، وهو المكان المخصوص ، وما قام مقامه من الكنيف ، وهو المستراح بدليل ما سبق في الحديث السابق ، خرج من الخلاء ( فأتي ) أي جيء ( بطعام فقيل له ألا توضأ ) بحذف إحدى التاءين ، وفي نسخة بإثباتهما ، والمعنى ألا تريد الوضوء فنأتيك بالوضوء ، كما تقدم ( فقال أصلي ) وفي نسخة بهمزة الاستفهام الإنكاري والمعنى عليه ، فإنه إنكار لما توهموه من إيجاب الوضوء للأكل ( فأتوضأ ) بالنصب      [ ص: 284 ] لكونه بعد النفي ، وقصد السببية وبالرفع لعدم قصدها ذكره العصام ، وقال  الحنفي     : روي منصوبا على سببية إرادة الصلاة للوضوء ، ومرفوعا نظرا إلى مجرد استلزامها له ، لا إلى السببية .  
				
						
						
