الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خرم ) فيه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على ناقة خرماء أصل الخرم الثقب والشق . والأخرم : المثقوب الأذن ، والذي قطعت وترة أنفه أو طرفه شيئا لا يبلغ الجدع ، وقد انخرم ثقبه ; أي : انشق ، فإذا لم ينشق فهو أخرم ، والأنثى خرماء .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث كره أن يضحى بالمخرمة الأذن قيل : أراد المقطوعة الأذن ، تسمية للشيء بأصله ، أو لأن المخرمة من أبنية المبالغة ، كأن فيها خروما وشقوقا كثيرة .

                                                          وفي حديث زيد بن ثابت في الخرمات الثلاث من الأنف الدية ، في كل واحدة منها ثلثها الخرمات جمع خرمة ; وهي بمنزلة الاسم من نعت الأخرم ، فكأنه أراد بالخرمات المخرومات ، وهي الحجب الثلاثة في الأنف : اثنان خارجان عن اليمين واليسار ، والثالث الوترة يعني أن الدية تتعلق بهذه الحجب الثلاثة .

                                                          ( هـ ) وفي حديث سعد لما شكاه أهل الكوفة إلى عمر في صلاته قال : ما خرمت من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أي ما تركت .

                                                          ومنه الحديث لم أخرم منه حرفا أي لم أدع . وقد تكرر في الحديث .

                                                          وفيه يريد أن ينخرم ذلك القرن القرن : أهل كل زمان ، وانخرامه : ذهابه وانقضاؤه .

                                                          وفي حديث ابن الحنفية كدت أن أكون السواد المخترم يقال : اخترمهم الدهر وتخرمهم : أي اقتطعهم واستأصلهم .

                                                          وفيه ذكر خريم هو مصغر : ثنية بين المدينة والروحاء ، كان عليها طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من بدر .

                                                          وفي حديث الهجرة مرا بأوس الأسلمي ، فحملهما على جمل وبعث معهما دليلا وقال : اسلك بهما حيث تعلم من مخارم الطرق المخارم جمع مخرم بكسر الراء : وهو الطريق في الجبل أو الرمل . وقيل : هو منقطع أنف الجبل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية