( خلع ) ( س ) فيه أي خرج من طاعة سلطانه ، وعدا عليه بالشر ، وهو من خلعت الثوب : إذا ألقيته عنك . شبه الطاعة واشتمالها على الإنسان به ، وخص اليد لأن المعاهدة والمعاقدة بها . من خلع يدا من طاعة لقي الله تعالى لا حجة له
ومنه الحديث هذيل خلعوا خليعا لهم في الجاهلية كانت العرب يتعاهدون ويتعاقدون على النصرة والإعانة ، وأن يؤخذ كل منهم بالآخر ، فإذا أرادوا أن يتبرءوا من إنسان قد حالفوه أظهروا ذلك إلى الناس ، وسموا ذلك الفعل خلعا ، والمتبرأ منه خليعا : أي مخلوعا ، فلا يؤخذون بجنايته ولا يؤخذ بجنايتهم ، فكأنهم قد خلعوا اليمين التي كانوا قد لبسوها [ ص: 65 ] معه ، وسموه خلعا وخليعا مجازا واتساعا ، وبه يسمى الإمام والأمير إذا عزل خليعا ، كأنه قد لبس الخلافة والإمارة ثم خلعها . وقد كانت
( هـ ) ومنه حديث عثمان أراد الخلافة وتركها والخروج منها . قال له : إن الله سيقمصك قميصا وإنك تلاص على خلعه
ومنه حديث كعب أي أخرج منه جميعه وأتصدق به وأعرى منه كما يعرى الإنسان إذا خلع ثوبه . إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة
( هـ ) وفي حديث عثمان كان إذا أتي بالرجل الذي قد تخلع في الشراب المسكر جلده ثمانين هو الذي انهمك في الشرب ولازمه ، كأنه خلع رسنه وأعطى نفسه هواها ، وهو تفعل ، من الخلع .
وفي حديث ابن الصبغاء فكان رجل منهم خليع أي مستهتر بالشرب واللهو ، أو من الخليع : الشاطر الخبيث الذي خلعته عشيرته وتبرءوا منه .
( هـ ) وفيه يعني اللاتي يطلبن الخلع والطلاق من أزواجهن بغير عذر . يقال : خلع امرأته خلعا ، وخالعها مخالعة ، واختلعت هي منه فهي خالع . وأصله من خلع الثوب . والخلع أن يطلق زوجته على عوض تبذله له ، وفائدته إبطال الرجعة إلا بعقد جديد . وفيه عند المختلعات هن المنافقات خلاف : هل هو فسخ أو طلاق ، وقد يسمى الخلع طلاقا . الشافعي
ومنه حديث عمر إن امرأة نشزت على زوجها ، فقال له عمر : اخلعها أي طلقها واتركها .
وفيه أي شديد كأنه يخلع فؤاده من شدة خوفه ، وهو مجاز في الخلع . والمراد به ما يعرض من نوازع الأفكار وضعف القلب عند الخوف . من شر ما أعطي الرجل شح هالع وجبن خالع