( سأل ) فيه السائل : الطالب . معناه الأمر بحسن الظن بالسائل إذا تعرض لك ، وأن لا تجبهه بالتكذيب والرد مع إمكان الصدق : أي لا تخيب السائل وإن رابك منظره وجاء راكبا على فرس ، فإنه قد يكون له فرس ووراءه عائلة أو دين يجوز معه أخذ الصدقة ، أو يكون من الغزاة ، أو من الغارمين وله في الصدقة سهم . للسائل حق وإن جاء على فرس
( س ) وفيه السؤال في كتاب الله والحديث نوعان : أحدهما ما كان على وجه التبيين والتعلم مما تمس الحاجة إليه ، فهو مباح ، أو مندوب ، أو مأمور به ، والآخر ما كان على طريق التكلف والتعنت ، فهو مكروه ، ومنهي عنه . فكل ما كان من هذا الوجه ووقع السكوت عن جوابه فإنما هو ردع وزجر للسائل ، وإن وقع الجواب عنه فهو عقوبة وتغليظ . أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن أمر لم يحرم ، فحرم على الناس [ ص: 328 ] من أجل مسألته
ومنه الحديث قيل هو من هذا . وقيل هو سؤال الناس أموالهم من غير حاجة . أنه نهى عن كثرة السؤال
( س ) ومنه الحديث الآخر أراد المسائل الدقيقة التي لا يحتاج إليها . أنه كره المسائل وعابها
ومنه حديث الملاعنة لما سأله عاصم عن أمر من يجد مع أهله رجلا ، فأظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - الكراهة في ذلك إيثارا لستر العورة وكراهة لهتك الحرمة . وقد تكرر ذكر السؤال والمسائل وذمها في الحديث .