وتقول : بر الله حجك وأبره ، وحجة مبرورة ، أي : قبلت قبول العمل الصادق . ومن ذلك قولهم يبر ربه ، أي : يطيعه . وهو من الصدق . قال :
لاهم لولا أن بكرا دونكا يبرك الناس ويفجرونكا
ومنه قول الله تعالى : ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب . و [ أما ] قول النابغة :عليهن شعث عامدون لبرهم
فقالوا : أراد الطاعة ، وقيل أراد الحج . وقولهم للسابق الجواد " المبر " هو من هذا; لأنه إذا جرى صدق ، وإذا حمل صدق .[ ص: 178 ] قال : سألت أعرابيا : هل تعرف الجواد المبر من البطيء المقرف ؟ قال : نعم . قلت : صفهما لي . قال : " أما الجواد فهو الذي لهز لهز العير ، وأنف تأنيف السير ، الذي إذا عدا اسلهب ، وإذا انتصب اتلأب . وأما البطيء المقرف فالمدلوك الحجبة ، الضخم الأرنبة ، الغليظ الرقبة ، الكثير الجلبة ، الذي إذا أمسكته قال أرسلني ، وإذا أرسلته قال أمسكني " . ابن الأعرابي
وأصل الإبرار ما ذكرناه في القهر والغلبة ، ومرجعه إلى الصدق . قال طرفة :
يكشفون الضر عن ذي ضرهم ويبرون على الآبي المبر
يوم اختلفنا خطتينا بيننا فحملت برة واحتملت فجار
بالعضر كل عذور بربار
ورجل بربار وبربارة . ولعل اشتقاق البربر من هذا . فأما قول طرفة :ولكن دعا من قيس عيلان عصبة يسوقون في أعلى الحجاز البرابرا
وأما النبت فمنه البر ، وهي الحنطة ، الواحدة برة . قال : أبرت الأرض : إذا كثر برها ، كما يقال : أبهمت : إذا كثر بهماها . والبربور الجشيش من البر . يقال للخبز ابن برة ، وابن حبة ، غير مصروفين . قال الأصمعي الشيباني : " هو أقصر من برة " يعني واحدة البر . أي إن البرة غاية في القصر . قال الخليل : البرير حمل الأراك . قال النابغة :
[ ص: 180 ]
تسف بريره وترود فيه
قال أبو زياد الكلابي : البرير أصغر حبا من المرد والكباث ، كأنه خرز صغار . قال : البرير : اسم لما أدرك من ثمر العضاه ، فإذا انتهى ينعه اشتد سواده . قال الأصمعي بشر :رأى درة بيضاء يحفل لونها سخام كغربان البرير مقصب