الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بعض ) الباء والعين والضاد أصل واحد ، وهو تجزئة للشيء . وكل طائفة منه بعض . قال الخليل : بعض كل شيء طائفة منه . تقول : جارية يشبه بعضها بعضا . وبعض مذكر . تقول هذه الدار متصل بعضها ببعض . وبعضت الشيء تبعيضا : إذا فرقته أجزاء . ويقال : إن العرب تصل ببعض كما تصل بما ، كقوله تعالى : فبما رحمة من الله ، و مما خطيئاتهم . قال : وكذلك بعض في قوله تعالى : وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم . وقال أعرابي : " رأيت غربانا يتبعضضن " كأنه أراد يتناول بعضها بعضا .

                                                          [ ص: 270 ] ومما شذ عن هذا الأصل البعوضة ، وهي معروفة ، والجمع بعوض . قال :


                                                          وصرت عبدا للبعوض أخضعا

                                                          وهذه ليلة بعضة ، أي : كثيرة البعوض ، ومبعوضة أيضا ، كقولهم : مكان سبع ومسبوع ، وذئب ومذؤوب . وفي المثل : " كلفتني مخ البعوض " ، لما لا يكون . قال ابن أحمر :


                                                          ما كنت من قومي بدالهة     لو أن معصيا له أمر
                                                          كلفتني مخ البعوض فقد     أقصرت لا نجح ولا عذر

                                                          وأصحاب البعوضة قوم قتلهم خالد بن الوليد في الردة ، وفيهم يقول الشاعر :


                                                          على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية