من ذلك أسف الطائر ، إذا دنا من الأرض في طيرانه . وأسف الرجل للأمر ، إذا قاربه . ويقال أسفت السحابة ، إذا دنت من الأرض . قال أوس يصف السحاب :
[ ص: 58 ]
دان مسف فويق الأرض هيدبه يكاد يدفعه من قام بالراح
ومن الباب : أسف الرجل النظر ، إذا أدامه . ومنه السفساف : الأمر الحقير . وسمي بذلك لأنه من أسف الرجل للأمر الدني . ومن ذلك المسفسفة ، وهي الريح التي تجري فويق الأرض . والسف : الحية التي تسمى الأرقم ، وذلك أنه يلصق بالأرض لصوقا في مره . فالقياس في هذا كله واحد . وأما سففت الخوص ، والسفيف : بطان يشد به الرحل ، فمن هذا ; لأنه إذا نسج فقد أدنيت كل طاقة منه إلى سائرها .
ومما يجوز أن يحمل على الباب ويجوز أن يكون شاذا ، قولك : سففت الدواء أسفه . ويقال أسف وجهه ، إذا ذر عليه الشيء . قال ضابئ يذكر ثورا :
شديد بريق الحاجبين كأنما أسف صلى نار فأصبح أكحلا