الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( طر ) الطاء والراء أصل صحيح يدل على حدة في الشيء واستطالة وامتداد ، من ذلك قولهم : طر السنان ، إذا حدده . وهذا سنان مطرور ، أي محدد . ومن الباب الرجل الطرير : ذو الهيئة ، كأنه شيء قد طر وجلي وحدد . قال :


                                                          ويعجبك الطرير فتبتليه فيخلف ظنك الرجل الطرير

                                                          ومن الباب فتى طار : طر شاربه . والطرة : كفة الثوب . ويقال : رمى فأطر ، إذا أنفذ . وكل شيء حسن فقد طر ، حتى يقال : طر حوضه ، إذا طينه . والطرة من الغيم : الطريقة المستطيلة . والخطة السوداء على ظهر الحمار طرة . وطرة النهر : شفيره . وطر النبت ، إذا أنبت ; وهو من طر شاربه . قال :


                                                          منا الذي هو ما إن طر شاربه     والعانسون ومنا المرد والشيب

                                                          فأما الطر الذي في معنى الشل والطرد ، فهو من هذا أيضا ; لأن من طرد شيئا وشله فقد أذلقه حتى يحتد في شده وعدوه . فأما قول الحطيئة :


                                                          غضبتم علينا أن قتلنا بخالد     بني مالك ها إن ذا غضب مطر

                                                          [ ص: 410 ] فقال أبو زيد : الإطرار الإغراء . وهذا قريب القياس من الباب ; لأنه إذا أغراه بالشيء فقد أذلقه وأحده . وقال آخرون : المطر : المدل . والأول أحسن وأقيس . ويقال : الغضب المطر الذي جاء من أطرار الأرض ، أي هو غضب لا يدرى من أين جاء . وهو صحيح ; لأن أطرار الأرض أطرافها وطرف كل شيء : الحاد منه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية