فأما الأصل فالسب العقر ; يقال سببت الناقة ، إذا عقرتها . قال الشاعر :
فما كان ذنب بني مالك بأن سب منهم غلام فسب
يريد معاقرة غالب بن صعصعة وسحيم . وقوله سب أي شتم . وقوله سب أي عقر . والسب : الشتم ، ولا قطيعة أقطع من الشتم . ويقال للذي يساب سب . قال الشاعر :
لا تسبنني فلست بسبي إن سبي من الرجال الكريم
ويقال : " لا تسبوا الإبل ، فإن فيها رقوء الدم " ، فهذا نهي عن سبها ، أي شتمها . وأما قولهم للإبل : مسببة فذلك لما يقال عند المدح : قاتلها الله فما أكرمها مالا ! كما يقال عند التعجب من الإنسان : قاتله الله ! وهذا دعاء لا يراد به الوقوع . ويقال رجل سببة ، إذا كان يسب الناس كثيرا . ورجل سبة ، إذا كان يسب كثيرا . ويقال بين القوم أسبوبة يتسابون بها . ويقال مضت سبة من الدهر ، يريد مضت قطعة منه :
[ ص: 64 ]
وذكرك سبات إلي عجيب
وأما الحبل فالسبب ، فممكن أن يكون شاذا عن الأصل الذي ذكرناه ، ويمكن أن يقال إنه أصل آخر يدل على طول وامتداد .
ومن ذلك السبب . ومن ذلك السب ، وهو الخمار الذي ذكرناه . ويقال للعمامة أيضا سب . والسب : الحبل أيضا في قول الهذلي :
تدلى عليها بين سب وخيطة
ومن هذا الباب السبسب ، وهي المفازة الواسعة ، في قول أبي دؤاد :
وخرق سبسب يجري عليه موره سهب
فأما السباسب فيوم عيد لهم . ولا أدري مم اشتقاقه . قال :
يحيون بالريحان يوم السباسب