فالأول يدل على دوران الشيء بالشيء وأخذه إياه من جوانبه . من ذلك قولهم : شملهم الأمر ، إذا عمهم . وهذا أمر شامل . ومنه الشملة ، وهي كساء يؤتزر به ويشتمل . وجمع الله شمله ، إذا دعا له بتألف أموره ، وإذا تألفت اشتمل كل واحد منهما بالآخر .
ومن الباب : شملت الشاة ، إذا جعلت لها شمالا ، وهو وعاء كالكيس يدخل فيه ضرعها فيشتمل عليه . وكذلك شملت النخلة ، إذا كانت تنفض حملها فشدت أعذاقها بقطع الأكسية .
ومن الباب : المشمل : سيف صغير يشتمل الرجل عليه بثوبه . [ ص: 216 ] والأصل الثاني يدل على الجانب الذي يخالف اليمين . من ذلك : اليد الشمال ، ومنه الريح الشمال لأنها تأتي عن شمال القبلة إذا استند المستند إليها من ناحية قبلة العراق . وفي الشمول ، وهي الخمر ، قولان : أحدهما أن لها عصفة كعصفة الريح الشمال . والقول الثاني : أنها تشمل العقل . وجمع شمال أشمل . قال أبو النجم :
يأتي لها من أيمن وأشمل
ويقال غدير مشمول : تضربه ريح الشمال حتى يبرد . ولذلك تسمى الخمر مشمولة ، أي إنها باردة الطعم . فأما قول : ذي الرمة
وبالشمائل من جلان مقتنص رذل الثياب خفي الشخص منزرب
فيقال إنه أراد القتر ، واحدتها شمالة . فإن كان أراد هذا فكأنه شبه القترة بالشمالة التي تجعل للضرع . وقد ذكرناها . ويقال : إنه أراد بناحية الشمال .
ومما شذ عن هذين البابين ، الشملة : ما بقي في النخلة من رطبها . يقال : ما بقي فيها إلا شماليل . ويقال : إن الشماليل ما تشعب من الأغصان . والشمللة : السرعة ، ومنه الناقة الشملال والشمليل . قال :
حرف أخوها أبوها من مهجنة وعمها خالها قوداء شمليل