فالأول قولهم : شمت السيف ، إذا سللته . ويقال للتراب الذي يحفر فيستخرج من الأرض الشيمة ، والجمع الشيم . ومن الباب : شمت البرق أشيمه شيما ، إذا رقبته تنظر أين يصوب . وهذا محمول على الذي ذكرناه من شيم السيف . وقال الأعشى :
فقلت للشرب في درنا وقد ثملوا شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل
كأنه لما رقب السحاب شام برقه كما يشام السيف .
والأصل الآخر : قولهم شمت السيف ، إذا قربته . ومن الباب الشيمة : خليقة الإنسان ، سميت شيمة لأنها كأنها منشامة فيه داخلة مستكنة . والانشيام : الدخول في الشيء ; يقال : انشام في الأمر ، إذا دخل فيه . والمشيمة : غشاء ولد [ ص: 237 ] الإنسان ، وهو الذي يقال له من غيره السلى . وسميت بذلك كأن الولد قد انشام فيها .
فأما الشامة فيمكن أن يكون من الباب الأول ; لأنها شيء بارز ، يقال منها رجل أشيم ، وهو الذي به شامة .