ومن الباب : هذه يمين صري أي جد ، إنا ثابت عليها مجمع .
ومن الباب : الصرة ، يقال للجماعة صرة . قال امرؤ القيس :
فألحقنا بالهاديات ودونه جواحرها في صرة لم تزيل
ومن الباب : حافر مصرور ، أي منقبض . ومنه الصرصور ، وهو القطيع الضخم من الإبل .وأما الثاني - وهو من السمو والارتفاع - فقولهم : صر الحمار أذنه ، إذا أقامها . وأصر إذا لم تذكر الأذن ، وإن ذكرت الأذن قلت : أصر بأذنه . وأظنه نادرا . والأصل في هذا : الصرار ، وهي أماكن مرتفعة لا يكاد الماء يعلوها . فأما صرار فهو اسم علم ، وهو جبل . قال :
إن لن يزايل لؤمه حتى يزول عن الطريق صرار الفرزدق
وانصاعت الحقب لم يقصع صرائرها
وذكر أبو عبيد : الصارة العطش ، والجمع صرائر . وهو غلط ، والوجه ما ذكرنا .وأما الرابع ، فالصوت . من ذلك الصرة : شدة الصياح . صر الجندب صريرا ، وصرصر الأخطب صرصرة . والصراري : الملاح ، ويمكن أن يكون لرفعه صوته .
ومما شذ عن هذه الأصول كلمتان ، ولعل لهما قياسا قد خفي علينا مكانه ، فالأولى : الصارة ، وهي الحاجة . يقال : لي قبل فلان صارة ، وجمعها صوار ، أي حاجة . والكلمة الأخرى الصرورة ، وهو الذي لم يحجج ، والذي لم يتزوج . ويقال الصرورة : الذي يدع النكاح متبتلا . وجاء في الحديث : . لا صرورة في الإسلام
قال : " الأصل في الصرورة أن الرجل في الجاهلية كان إذا أحدث حدثا فلجأ إلى الكعبة لم يهج ، فكان إذا لقيه ولي الدم بالحرم قيل له : هو صرورة فلا تهجه . فكثر ذلك في كلامهم حتى جعلوا المتعبد الذي يجتنب النساء ، وطيب الطعام صرورة ، وصروريا . وذلك عنى أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد النابغة بقوله :
[ ص: 285 ]
لو أنها عرضت لأشمط راهب عبد الإله صرورة متعبد
وهذا الذي ذكرناه في معنى الصرورة يحتمل أنه من الصرار ، وهو الخرقة التي تشد على أطباء الناقة لئلا يرضعها فصيلها . والله أعلم بالصواب .