فالأصل الأول : لون من الألوان . والثاني : الشيء الخالي . والثالث : جوهر من جواهر الأرض . والرابع : صوت . والخامس : زمان . والسادس : نبت .
فالأول : الصفرة في الألوان ، وبنو الأصفر : ملوك الروم ؛ لصفرة اعترت أباهم . والأصفر : الأسود ، في قوله :
تلك خيلي منه وتلك ركابي هن صفر أولادها كالزبيب
[ ص: 295 ] والأصل الثاني : الشيء الخالي ، يقال هو صفر . ويقولون في الشتم : ما له صفر إناؤه ، أي هلكت ماشيته . ومن الباب قولهم للذي به جنون : إنه لفي صفرة وصفرة ، بالضم والكسر ، إذا كان في أيام يزول فيها عقله . والقياس صحيح ; لأنه كأنه خال بين عقله .والأصل الثالث : الصفر من جواهر الأرض ، يقال : إنه النحاس . وقد يقال : الصفر . وقد أخبرني عن علي بن إبراهيم القطان ، عن علي بن عبد العزيز ، أبي عبيد قال : قال : النحاس : الطبيعة والأصل ، والنحاس هو الصفر الذي تعمل منه الآنية ، فقال : " الصفر " ، بضم الصاد . قال الأصمعي أبو عبيد مثله ، إلا أنه قال : الصفر ، بكسر الصاد .
وأما الرابع فالصفير للطائر . وقولهم : ما بها صافر من هذا ، أي كأنه يصوت .
وأما الزمان فصفر : اسم هذا الشهر . قال ابن دريد : الصفران شهران في السنة ، سمي أحدهما في الإسلام المحرم . والصفري ، نبات يكون في أول الخريف . والصفري في النتاج بعد اليقظي .
وأما النبات فالصفار ، وهو نبت ، يقال إنه يبيس البهمى ، قال :
فبتنا عراة لدى مهرنا ننزع من شفتيه الصفارا