فإن الذي كنتم تحذرون أتتنا عيون به تضرب
والطير الضوارب : الطوالب للرزق . ويقال : رجل مضرب : شديد الضرب . ومن الباب : الضرب : الصيغة . يقال هذا من ضرب فلان ، أي صيغته ; لأنه إذا صاغ شيئا فقد ضربه .والضريب : المثل ، كأنهما ضربا ضربا واحدا وصيغا صياغة واحدة . والضريب الصقيع : كأن السماء ضربت به الأرض . ويقال للذي أصابه الضريب : مضروب . قال :
ومضروب يئن بغير ضرب يطاوحه الطراف إلى الطراف
[ ص: 399 ] ويقال : أضربت الناقة : أنزيت عليها الفحل . وأضرب فلان عن الأمر ، إذا كف ، وهو من الكف ، كأنه أراد التبسط فيه ثم أضرب ، أي أوقع بنفسه ضربا فكفها عما أرادت .
فأما الذي يحكى عن أبي زيد ، أن العرب تقول : أضرب الرجل في بيته : أقام ، فقياسه قياس الكلمة التي قبلها .
ومن الباب الضرب : العسل الغليظة ، كأنها ضربت ضربا ، كما يقال : نفضت الشيء نفضا ، والمنفوض نفض . ويقال للموكل بالقداح : الضريب . وسمي ضريبا لأنه مع الذي يضربها ، فسمي ضريبا كالقعيد والجليس .
ومما استعير في هذا الباب قولهم للرجل الخفيف الجسم : ضرب ، شبه في خفته بالضربة التي يضربها الإنسان . قال :
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاش كرأس الحية المتوقد