قال الخليل : البري السهم الذي قد أتم بريه ولم يرش ولم ينصل . قال أبو زيد : يقول العرب : " أعط القوس باريها " ، أي : كل الأمر إلى صاحبه .
فأما قولهم للبعير إنه لذو براية فمن هذا أيضا ، أي إنه بري بريا محكما . قال : يقال للبعير إذا كان باقيا على السير : إنه لذو براية . قال الأصمعي الأعلم :
على حت البراية زمخري ال سواعد ظل في شري طوال
[ ص: 234 ] وهو أن ينحت من لحمه ثم ينحت ، لا ينهم في أول سفره ، ولكنه يذهب منه ثم تبقى براية ، ثم تذهب وتبقى براية . وفلان ذو براية أيضا .ومن هذا الباب أيضا البرة ، وهي حلقة تجعل في أنف البعير ، يقال : ناقة مبراة وجمل مبرى ، قال الشاعر :
فقربت مبراة يخال ضلوعها من الماسخيات القسي الموترا
قال أبو عبيد : ذو البرة الذي ذكره عمرو بن كلثوم :
وذو البرة الذي حدثت عنه به نحمى ونحمي الملجئينا
حرق المفارق كالبراء الأعفر
[ ص: 235 ] ومن الباب البرى الخلق ، والبرى التراب . يقال : " بفيه البرى " ، لأن الخلق منه .والأصل الآخر المحاكاة في الصنيع والتعرض . قال الخليل : تقول : باريت فلانا ، أي : حاكيته . والمباراة أن يباري الرجل آخر فيصنع كما يصنع . ومنه قولهم : فلان يباري جيرانه ، ويباري الريح ، أي : يعطي ما هبت الريح ، وقال الراجز :
يبري لها في العومان عائم
أي : يعارضها . قال : يقال : انبرى له وبرى له ، أي : تعرض ، وقال : الأصمعيهقلة شد تنبري لهقل
وقال : ذو الرمةتبري له صعلة خرجاء خاضعة
قال : تبريت معروف فلان وتبريت لمعروفه ، أي : تعرضت . ابن السكيتقال :
وأهلة ود قد تبريت ودهم وأبليتهم في الود جهدي ونائلي
وهو إذا ما للصبا تبرى ولبس القميص لم يزرا
وجر أطراف الرداء جرا