( طوع ) الطاء والواو والعين أصل صحيح واحد يدل على الإصحاب والانقياد . يقال : طاعه يطوعه ، إذا انقاد معه ومضى لأمره . وأطاعه بمعنى طاع له . ويقال لمن وافق غيره : قد طاوعه .
والاستطاعة مشتقة من الطوع ، كأنها كانت في الأصل الاستطواع ، فلما أسقطت الواو جعلت الهاء بدلا منها ، مثل قياس الاستعانة والاستعاذة .
والعرب تقول : تطاوع لهذا الأمر حتى تستطيعه . ثم يقولون : تطوع ، أي تكلف استطاعته ، وأما قولهم في التبرع بالشيء : قد تطوع به ، فهو من الباب ، لكنه لم يلزمه ، لكنه انقاد مع خير أحب أن يفعله . ولا يقال هذا إلا في باب الخير والبر . ويقال للمجاهدة الذين يتطوعون بالجهاد : المطوعة ، بتشديد الطاء والواو ، [ ص: 432 ] وأصله المتطوعة ، ثم أدغمت التاء في الطاء . قال الله تعالى : الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين ، أراد - والله أعلم - المتطوعين .