[ ص: 278 ] فأما البقر فجماعة البقرة ، وجمعها أيضا البقير والباقر ، كقولك حمير وضئين . قال :
يكسعن أذناب البقير الكنس
وقال في : الباقروما ذنبه أن عافت الماء باقر وما إن تعاف الماء إلا ليضربا
قال : يقال : رأيت لبني فلان بقرا وبقيرا وباقرا وباقورة . قال : وأبقور مثل أمعوز . قال : وأنشدني الأصمعي ابن [ أبي ] طرفة :
فسكنتهم بالقول حتى كأنهم بواقر جلح أسكنتها المراتع
ويقال : بقر الرجل : إذا نظر إلى بقر كثير مفاجأة فذهب عقله .
[ ص: 279 ] ومما حمل على هذا الباب قولهم في العيال البقرة ، يقال : جاء فلان يسوق بقرة ، أي : عيالا كثيرا . وقال يونس : البقرة المرأة .
وأما الأصل الثاني فالتبقر التوسع والتفتح ، من بقرت البطن . قال : تبقر فلان في ماله ، أي : أفسده . وإليه يذهب في حديثه صلى الله عليه وسلم : الأصمعي . أنه نهى عن التبقر في الأهل والمال
قال : يقال : ناقة بقير ، للتي يبقر بطنها عن ولدها . وفتنة باقرة كداء البطن . والمهر البقير الذي تموت أمه قبل النتاج فيبقر بطنها فيستخرج . الأصمعي
قال أبو حاتم للمهر إذا خرج من بطن أمه وهو في السلا والماسكة ، فيقع بالأرض جسده : هو بقير ، وضده السليل .
ومن هذا الباب قولهم : بقروا ما حولهم ، أي : حفروا; يقال : كم بقرتم لفسيلكم . والبقيرى لعبة لهم ، يدقدقون دارات مثل مواقع الحوافر . وقال طفيل :
وملن فما تنفك حول متالع لها مثل آثار المبقر ملعب
نيط بحقويها جميش أقمر جهم كبقار الوليد أشعر
ومما شذ عن الباب قولهم بيقر : إذا هاجر من أرض إلى أرض . ويقال : بيقر : إذا تعرض للهلكة . وينشد قول امرئ القيس :
ألا هل أتاها والحوادث جمة بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا
كما بيقر من يمشي إلى الجلسد
وقال : بيقر : ساق نفسه . وإلى بعض ما مضى يرجع البقار ، وهو موضع . قال ابن الأعرابي النابغة :سهكين من صدأ الحديد كأنهم تحت السنور جنة البقار
[ ص: 281 ]
تنفي الطوارف عنه دعصتا بقر ويافع من فرندادين ملموم