( بوأ ) الباء والواو والهمزة أصلان : أحدهما الرجوع إلى الشيء ، والآخر تساوي الشيئين .
فالأول الباءة والمباءة ، وهي منزلة القوم ، حيث يتبوءون في قبل واد [ أ ] و سند جبل . ويقال قد تبوءوا ، وبوأهم الله تعالى منزل صدق . قال طرفة :
طيبو الباءة سهل ولهم سبل إن شئت في وحش وعر
وقال : ابن هرمةوبوئت في صميم معشرها فتم في قومها مبوؤها
[ ص: 313 ]
خليطان بينهما مئرة يبيئان في معطن ضيق
لهم منزل رحب المباءة آهل
قال : يقال قد أباءها الراعي إلى مبائها فتبوأته ، وبوأها إياه تبويئا . أبو عبيد : يقال فلان حسن البيئة على فعلة ، من قولك تبوأت منزلا . وبات فلان ببيئة سوء . قال : الأصمعيظللت بذي الأرطى فويق مثقب ببيئة سوء هالكا أو كهالك
والأصل الآخر قول العرب : إن فلانا لبواء بفلان ، أي إن قتل به كان كفوا . ويقال أبأت بفلان قاتله ، أي قتلته . واستبأتهم قاتل أخي ، أي طلبت إليهم أن يقيدوه . واستبأت به مثل استقدت . قال :
[ ص: 314 ]
فإن تقتلوا منا الوليد فإننا أبأنا به قتلى تذل المعاطسا
فلم أر معشرا أسروا هديا ولم أر جار بيت يستباء
ألا تنتهي عنا ملوك وتتقي محارمنا لا يبوء الدم بالدم
ومن هذا الباب قول العرب : كلمناهم فأجابونا عن بواء واحد : [ أجابوا ] كلهم جوابا واحدا . وهم في هذا الأمر بواء أي سواء ونظراء . وفي الحديث : أنه أمرهم أن يتباءوا ، أي يتباءون في القصاص . ومنه قول مهلهل لبجير بن الحارث : " بؤ بشسع كليب " . وأنشد :
فقلت له بؤ بامرئ لست مثله وإن كنت قنعانا لمن يطلب الدما