( أذن ) الهمزة والذال والنون أصلان متقاربان في المعنى ، متباعدان في اللفظ ، أحدهما أذن كل ذي أذن ، والآخر العلم; وعنهما يتفرع الباب كله . فأما التقارب فبالأذن يقع علم كل مسموع . وأما تفرع الباب [ ص: 76 ] فالأذن معروفة مؤنثة . ويقال لذي الأذن آذن ، ولذات الأذن أذناء . أنشد سلمة عن الفراء :
مثل النعامة كانت وهي سالمة أذناء حتى زهاها الحين والجنن
أراد الجنون :جاءت لتشري قرنا أو تعوضه والدهر فيه رباح البيع والغبن
فقيل أذناك ظلم ثمت اصطلمت إلى الصماخ فلا قرن ولا أذن
أيها القلب تعلل بددن إن همي في سماع وأذن
وسماع يأذن الشيخ له وحديث مثل ماذي مشار
حتى إذا نودي بالأذين
والوجه في هذا أن الأذين [ الأذان ] ، وحجته ما قد ذكرناه . والأذين أيضا : المكان يأتيه الأذان من كل ناحية . وقال :طهور الحصى كانت أذينا ولم تكن بها ريبة مما يخاف تريب
فانكشحت له عليها زمجره سحقا وما نادى أذين المدره
وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ، فقال الخليل : التأذن من قولك لأفعلن كذا ، تريد به إيجاب الفعل ، أي : سأفعله لا محالة . وهذا قول . وأوضح منه قول الفراء تأذن ربكم : أعلم ربكم . وربما قالت العرب في معنى أفعلت : تفعلت . ومثله أوعدني وتوعدني; وهو كثير . وآذن الرجل حاجبه ، وهو من الباب .
[ ص: 78 ]