الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3627 ) فصل : القسم الثاني ، أن يشترك بدنان بماليهما . وهذا النوع الثالث من أنواع الشركة ، وهي شركة العنان . ومعناها : أن يشترك رجلان بماليهما على أن يعملا فيهما ، بأبدانهما ، والربح بينهما . وهي جائزة بالإجماع . ذكره ابن المنذر وإنما اختلف في بعض شروطها ، واختلف في علة تسميتها شركة العنان ، فقيل : سميت بذلك لأنهما يتساويان في المال والتصرف ، كالفارسين إذا سويا بين فرسيهما ، وتساويا في السير ، فإن عنانيهما يكونان سواء .

                                                                                                                                            وقال الفراء : هي مشتقة من عن الشيء إذا عرض ، يقال : عنت لي حاجة . إذا عرضت ، فسميت الشركة بذلك ; لأن كل واحد منهما عن له أن يشارك صاحبه . وقيل : هي مشتقة من المعاننة ، وهي المعارضة ، يقال : عاننت فلانا . إذا عارضته بمثل ماله وأفعاله . فكل واحد من الشريكين معارض لصاحبه بماله وفعاله .

                                                                                                                                            وهذا يرجع إلى قول الفراء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية