الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3683 ) فصل : وعلى العامل أن يتولى بنفسه كل ما جرت العادة أن يتولاه المضارب بنفسه ; من نشر الثوب ، وطيه ، وعرضه على المشتري ، ومساومته ، وعقد البيع معه ، وأخذ الثمن ، وانتقاده ، وشد الكيس ، وختمه ، وإحرازه في الصندوق ، ونحو ذلك . ولا أجر له عليه ; لأنه مستحق للربح في مقابلته . فإن استأجر من يفعل ذلك ، فالأجر عليه خاصة ; لأن العمل عليه .

                                                                                                                                            فأما ما لا يليه العامل في العادة ; مثل النداء على المتاع ، ونقله إلى الخان ، فليس على العامل عمله ، وله أن يكتري من يعمله . نص عليه أحمد لأن العمل في المضاربة غير مشروط ، لمشقة اشتراطه ، فرجع فيه إلى العرف . فإن فعل العامل ما لا يلزمه فعله متبرعا ، فلا أجر له . وإن فعله ليأخذ عليه أجرا ، فلا شيء له أيضا ، في المنصوص عن أحمد . وخرج أصحابنا وجها ، إن له الأجر ، بناء على الشريك إذا انفرد بعمل لا يلزمه ، هل له أجر لذلك ؟ على روايتين . وهذا مثله .

                                                                                                                                            والصحيح أنه لا شيء له في الموضعين ; لأنه عمل في مال [ ص: 33 ] غيره عملا لم يجعل له في مقابلته شيء ، فلم يستحق شيئا ، كالأجنبي .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية