الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3645 ) فصل : إذا دفع إليه ألفا مضاربة ، وقال : أضف إليه ألفا من عندك ، واتجر بهما ، والربح بيننا ، لك ثلثاه ، ولي ثلثه . جاز ; وكان شركة وقراضا . وقال أصحاب الشافعي : لا يصح ; لأن الشركة إذا وقعت على المال كان الربح تابعا له ، دون العمل . ولنا ، أنهما تساويا في المال ، وانفرد أحدهما بالعمل ، فجاز أن ينفرد بزيادة الربح ، كما لو لم يكن له مال .

                                                                                                                                            وقولهم : إن الربح تابع للمال وحده . ممنوع ، بل هو تابع لهما ، كما أنه حاصل بهما . فإن شرط غير العامل لنفسه ثلثي الربح ، لم يجز . وقال القاضي : يجوز ، بناء على جواز تفاضلهما في شركة العنان . ولنا ، أنه اشترط لنفسه جزءا من الربح لا مقابل له ، فلم يصح ، كما لو شرط ربح مال العامل المنفرد ، وفارق شركة العنان ; لأن فيها عملا منهما ، فجاز أن يتفاضلا في الربح لتفاضلهما في العمل ، بخلاف مسألتنا .

                                                                                                                                            وإن جعلا الربح بينهما نصفين ، ولم يقولا مضاربة ، جاز ، وكان إبضاعا كما تقدم . وإن قالا : مضاربة . فسد العقد ; لما سنذكره إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية