الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3733 ) فصل : وإذا رأى السيد عبده يتجر ، فلم ينهه . لم يصر مأذونا له . وبهذا قال الشافعي . وقال أبو حنيفة : يصير مأذونا له ; لأنه سكت عن حقه ، فكان مسقطا له ، كالشفيع إذا سكت عن طلب الشفعة .

                                                                                                                                            ولنا ، أنه تصرف يفتقر إلى الإذن ، فلم يقم السكوت مقام الإذن ، كما لو باع الراهن الرهن والمرتهن ساكت ، أو باعه المرتهن والراهن ساكت ، وكتصرفات الأجانب . ويخالف الشفعة ; فإنها تسقط بمضي الزمان إذا علم بها ; لأنها على الفور .

                                                                                                                                            ( 3734 ) فصل : ولا يبطل الإذن بالإباق . وبه قال الشافعي . وقال أبو حنيفة : يبطل ; لأنه يزيل به ولاية السيد عنه في التجارة ، بدليل أنه لا يجوز بيعه ولا هبته ولا رهنه ، فأشبه ما لو باعه . ولنا ، أن الإباق لا يمنع ابتداء الإذن له في التجارة ، فلم يمنع استدامته ، كما لو غصبه غاصب أو حبس بدين عليه أو على غيره .

                                                                                                                                            وما ذكروه غير صحيح ; فإن سبب الولاية باق وهو الرق ، ويجوز بيعه وإجارته ممن يقدر عليه ، ويبطل بالمغصوب .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية