الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3773 ) فصل : وإن وكل عبده في إعتاق نفسه ، أو امرأته في طلاق نفسها ، صح . وإن وكل العبد في إعتاق عبيده ، والمرأة في طلاق نسائه ، لم يملك العبد إعتاق نفسه ، ولا المرأة طلاق نفسها ; لأن ذلك ينصرف بإطلاقه إلى التصرف في غيره .

                                                                                                                                            ويحتمل أن لهما ذلك ، أخذا من عموم لفظه ، كما يجوز للوكيل في البيع ، البيع من نفسه ، في إحدى الروايتين . وإن وكل غريما له في إبراء نفسه ، صح ; لأنه وكله في إسقاط حق عن نفسه ، فأشبه توكيل العبد في إعتاق نفسه . وإن وكله في إبراء غرمائه ، لم يكن له أن يبرئ نفسه ، كما لو وكله في حبس غرمائه ، لم يملك حبس نفسه . ولو وكله في خصومتهم ، لم يكن وكيلا في خصومة نفسه .

                                                                                                                                            ويحتمل أن يملك إبراء نفسه ; لما ذكرنا من قبل . وإن وكل المضمون عنه ، في إبراء الضامن فأبرأه ، صح . ولا يبرأ المضمون عنه . وإن وكل الضامن في إبراء المضمون عنه ، أو الكفيل في إبراء المكفول عنه ، فأبرأه ، صح ، وبرئ الوكيل ببراءته ; لأنه فرع عليه ، فإذا برئ الأصل برئ الفرع ببراءته .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية