الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3792 ) فصل : وإن عين له الشراء بنقد أو حالا ، لم تجز مخالفته . وإن أذن له في النسيئة والبيع بأي نقد شاء ، جاز . وإن أطلق ، لم يبع إلا حالا بنقد البلد ; لأن الأصل في البيع الحلول ، وإطلاق النقد ينصرف إلى نقد البلد ، ولهذا لو باع عبده بعشرة دراهم وأطلق ، حمل على الحلول بنقد البلد . وإن كان في البلد نقدان ، باع بأغلبهما ، فإن تساويا ، باع بما شاء منهما . وبهذا قال الشافعي وقال أبو حنيفة وصاحباه : له البيع نساء ; لأنه معتاد فأشبه الحال . ويتخرج لنا مثل ذلك بناء على الرواية في المضارب ، وقد ذكرناها . والأول ; أولى لأنه لو أطلق البيع حمل على الحلول ، فكذلك إذا أطلق الوكالة فيه ، ولا نسلم تساوي العادة فيهما ، فإن بيع الحال أكثر ، ويفارق المضاربة لوجهين ; أحدهما ، أن المقصود من المضاربة الربح ، لا دفع الحاجة بالثمن في الحال ، وقد يكون المقصود في الوكالة دفع حاجة ناجزة تفوت بتأخير الثمن . والثاني ، أن استيفاء الثمن في المضاربة على المضارب ، فيعود ضرر التأخير في التقاضي عليه ، وها هنا بخلافه ، فلا يرضى به الموكل ، ولأن الضرر في توى الثمن على المضارب ، لأنه يحسب من الربح ، لكون الربح وقاية لرأس المال ، وها هنا يعود على الموكل ، فانقطع الإلحاق .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية