الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4393 ) الفصل الرابع : أنه إذا فضل بعضهم على بعض ، فهو على ما قال ، فلو قال : وقفت على أولادي ، وأولاد أولادي ، على أن للذكر سهمين ، وللأنثى سهما ، أو للذكر مثل حظ الأنثيين ، أو على حسب ميراثهم ، أو على حسب فرائضهم ، أو بالعكس من هذا ، أو على أن للكبير ضعف ما للصغير ، أو للعالم ضعف ما للجاهل ، أو للعائل ضعف ما للغني ، أو عكس ذلك ، أو عين بالتفضيل واحدا معينا ، أو ولده ، أو ما أشبه هذا ، فهو على ما قال ; لأن ابتداء الوقف مفوض إليه ، فكذلك تفضيله وترتيبه

                                                                                                                                            وكذلك إن شرط إخراج بعضهم بصفة ورده بصفة مثل أن يقول : من تزوج منهم فله ، ومن فارق فلا شيء له ، أو عكس ذلك ، أو من حفظ القرآن فله ، ومن نسيه فلا شيء له ، ومن اشتغل بالعلم فله ، ومن ترك فلا شيء له ، أو من كان على مذهب كذا فله ، ومن خرج منه فلا شيء له . فكل هذا صحيح على ما شرط . وقد روى هشام بن عروة ، أن الزبير جعل دوره صدقة على بنيه لا تباع ولا توهب ، وأن للمردودة من بناته أن تسكن غير مضرة ولا مضر بها ، فإن استغنت بزوج فلا حق لها في الوقف .

                                                                                                                                            وليس هذا تعليقا للوقف بصفة ، بل الوقف مطلق والاستحقاق له بصفة . وكل هذا مذهب الشافعي . ولا نعلم فيه خلافا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية