بين المسائل الخلافية،
والمسائل الاجتهادية
انتهينا في ما سبق إلى تأكيد أهمية وجوب الرجوع عند التنازع للنص المعصوم، وأن لا يجعل الخلاف مرجعا عند التحاكم، وأن يطرح التشهي والهوى عند تعاطي مسائل الشريعة التي اختلفت فيها الأنظار، وخاصة في المسائل المتنازع عليها مما تعم به البلوى ويشتهر؛ إذ يحاول كل عالـم إبراز أدلته ووجهته فيها، فتكون فرصة للاستماع إلى الأدلة، ثم الأخذ بما تطمئن إليه النفس من غير تشه ولا هـوى.
وفي هـذا القسم من البحث محاولة للتفريق بين المسائل الخلافية والمسائل الاجتهادية، وتحديد الموضع الصحيح للاستشهاد بقاعدة: ( لا إنكار في مسائل الخلاف ) ، انطلاقا من كونـها لا تدخل في جميع مسائل الخلاف، كما يوهم منطوقها. [ ص: 125 ]