الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( النوع الثاني خفية ) لأنها أخفى في الدلالة من الأولى وهي الألفاظ الموضوعة للطلقة الواحدة ما لم ينو أكثر ( نحو اخرجي واذهبي وذوقي وتجرعي وخليتك وأنت مخلاة ) أي مطلقة من قولهم خلى سبيلي فهو مخلى ( وأنت واحدة ) أي منفردة ( ولست لي بامرأة واعتدي واستبرئي ) من استبراء الإماء ويأتي ( واعتزلي ) أي كوني وحدك في جانب ( والحقي بأهلك ولا حاجة لي فيك وما بقي شيء وأعفاك الله والله قد أراحك مني واختاري وجرى القلم وكذا بلفظ الفراق والسراح ) وما تصرف منهما غير ما تقدم استثناؤه في الصريح ( وقال ابن عقيل إن الله قد طلقك كناية خفية وكذا فرق الله بيني وبينك في الدنيا والآخرة .

                                                                                                                      وقال الشيخ في ) رجل قال لزوجته ( إن أبرأتني فأنت طالق [ ص: 251 ] فقالت : أبرأك الله مما تدعي النساء على الرجال فظن أنه يبرأ فطلق قال يبرأ ) مما تدعي النساء على الرجال إن كانت رشيدة ( فهذه المسائل الثلاث ) أي إن الله قد طلقك وفرق الله بيني وبينك في الدنيا والآخرة وأبرأك الله ( الحكم فيها سواء ونظير ذلك : إن الله قد باعك ) في إيجاب البيع ( أو قد أقالك ) في الإقالة ( ونحو ذلك ) كإن الله قد آجرك أو وهبك والبراءة فيما تقدم صحيحة ولو جهلت ما أبرأت منه على ما تقدم في الهبة من صحة البراءة من المجهول .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية