- قهر المرأة والطفل بالتقنيات الإعلامية
لقهر المرأة والطفل بالتقنيات الإعلامية أشكال وألوان، بعضها مغطى بألوان براقة مغرية، وذلك لتسهيل دس السم في العسل. ومن أكثرها شيوعا إغراءات الدعاية والإعلان والتسهيلات المادية التي تسهل الشراء غير المحدود من المنتجات التي قد يثبت فيما بعد أن ضررها أكبر من نفعها؛ كذلك الترويج للتقنيات على شكل جوائز وهدايا قد تكون ذات ضرر كبير للفرد والبيئة. للأسف الشديد فقد تم إدخال المرأة في كافة وسائل الإعلام وبالذات في الإعلانات المرتبطة بالتقنيات المختلفة ولكن بشكل مشوه جدا، هـكذا رضيت بعض النسوة وبكل غباء وغفلة أن يهن بنات جنسهن وأن يكن عنصرا رخيصا في وسائل الإعلام المختلفة. أما الغرب الأكثر ثرثرة عن حقوق الإنسان، ومنها حقوق المرأة والطفل، فقد ساهم عبر تسليع الاثنين إعلانيا وتقنيا وفي استباحة الملايين منهم؛ ناهيك عن شبكات المافيا التي استغلت ذلك وبرعت فيه عالميا. وقد أصبح سوء استغلال الطفل مما يندى له الجبين، ويكفي أن نشاهد القنوات الفضائية وما يسمى «بالفيديو كليب» لفترة وجيزة لنرى تلك الحشود [ ص: 129 ] الهائلة من الأطفال وهي تتراقص في أوضاع وحركات مزرية، وربما تردد كلمات متدنية تكون قدوة للأطفال الآخرين! كما وأن المرأة والطفل هـما المفضلان في الدعاية والإعلان حتى عن أتفه المنتجات وأرخصها، بل ربما استغلا في الدعاية لمنتجات ضارة أو لا أخلاقية. بل إن الإعلان التجاري اليوم لآلاف المنتجات والتقنيات قد لا يكون إلا مع امرأة متبرجة أو طفل غير مهذب! ولا فرق لو كان ذلك إعلان لشفرة الحلاقة أو للسماد الزراعي. ولن ننسى الانعكاسات السلبية النفسية على المرأة نفسها من جراء وجودها كسلعة تباع وتشترى، بداية من معاجين الأسنان وحتى عطور الرجال؛ بل أصبحت بعض النساء وفي ظل التقنيات الحديثة جواري حقيقية ولكن بمسميات عديدة مهذبة.
كما ساهم الإعلام التقني في الترويج لقضية عمل المرأة التي تستغل باسم الحرية والتقدم، وهي في الحقيقة من العوامل المساهمة في تفكك الأسر وضياع الأطفال، ناهيك عن الاتجار بالنساء في عروض الأزياء ومسابقات الجمال وبرامج التلفاز والسينما وأفلام الفيديو الإباحية، وغير ذلك مما حط من قدر نساء اليوم، بل وأصبحن يتعرضن للاغتصاب والعنف جراء ذلك. والأسوأ من ذلك هـو استغلال مفاتن بعض النساء، ليس فقط في الدعاية والإعلان بل حتى في مواقع العمل! وفي بعض الدول قد يكون المطلوب من المرأة العاملة أن تكون جارية مثيرة، وكلما زادت درجة التبرج وإبراز المفاتن كلما حصلت على عمل أفضل وبأجر أكبر! وقد تغض الطرف عما تتعرض له من تحرشات جنسية خوفا من الفضيحة أو رضوخا لمطالب رب العمل. [ ص: 130 ] وليس أبلغ من التعبير عن مدى خطورة وانتشار التحرش الجنسي أن قام مهندس أوروبي صربي الأصل يدعى «سلافومير آدموفتش» باختراع جهاز إنذار صغير مضاد للتحرش الجنسي، يخاط في الثياب يحمي المرأة من أي محاولة لملامستها أو الالتصاق بها. يصل حجم الجهاز إلى حجم زر الثوب، ويوضع في أي موقع على ملابس المرأة الداخلية أو الخارجية، والجهاز موجه ضد الأشخاص الذين يتحرشون بالنساء في مواقع العمل. ويطلق الجهاز صافرته مما يحرج الأشخاص المسيئين ويمنع الآخرين من أي محاولات للإساءة إلى الموظفات داخل المكاتب. ونقل موقع «انانوفا.كوم» في الإنترنت عنه، أنه ورغم اهتمام جهات صناعية من اليابان وتايوان بالاختراع، إلا أن المخترع قد وقع العقد مع شركة إيطالية كبرى لصنع الملابس الداخلية!
هكذا تتداخل التقنية مع أدق خصوصيات المرأة، مما يسبب لها أضرارا صحية واضحة وشديدة الخطورة.