- التقنيات تسهل تجارة البغاء والتهريب
في مؤتمر الأسرة، الذي انعقد في إطار الأمم المتحدة (يونيو 2005م) جاءت أرقام مريعة بشأن استغلال المرأة. وفي تقرير حديث للمخابرات الأميركية تم نشر حقائق مرعبة، منها أن أكثر من خمسين ألف امرأة وطفل تدفع بهم عصابات ألمافيا إلى السوق الأميركية سنويا وهم الفقراء من قارات آسيا وأفريقيا وشرق أوروبا ، والمصائر النهائية هـي دور الدعارة أو الخدمة في المصانع بأجور زهيدة أو تهريب المخدرات أو الجرائم السلوكية [ ص: 131 ] الأخرى [1] . وفي تقرير موثق للخارجية الأميركية: يوجد ما يقرب من أربعة ملايين امرأة على نطاق العالم يدفعن سنويا للعمل بالدعارة والخدمة في المصانع إلى درجة تصل إلى حد العبودية، وكذلك هـو الحال مع تجارة الأطفال. أما على نطاق الدول فالتقرير يصل إلى تقـدير مثير في دولة واحدة هـي الهند ، حيث يجري إجبار ثمانمائة ألف سيدة على امتهان الدعارة أو العمل في المصانع، وهو وضع متكرر في الفليبين وتايلاند وكمبوديا وبعض الدول الأفريقية. ويقول خبراء حضروا الاجتماعات: إنه نتيجة لذلك فقد لجأت نيبال لتعيين العاهرات السابقات كحارسات على الحدود لمنع تهريب الفتيات الصغيرات من بعض القرى واستغلالهن في الدعارة بالهند، بعد أن ثبت أن تجار الجنس يدفعون الرشاوى لإتمام عملية التهريب. الصلة هـنا ليست قائمة بين فقر المرأة وانحرافها فقط بل فيها دلالة واضحة على مدى الدور الذي تلعبه التقنيات الحديثة في الحط من شأن المرأة من قبل مؤسسات شبه رسمية [2] ؛ وبعد أن كانت بعض النسوة يجبرن على البغاء ربما أصبح بعضهن اليوم يمارسنه بمحض إرادتهن، تمشيا مع الكسب المادي لمفاهيم العصر وبمساعدة التسهيلات التي تقدمها التقنيات المتطورة. كذلك أصبح التفنن في تصوير المرأة العارية هـي هـدف لتطوير تقنيات التصوير التي أصبحت بالغة الدقة والحساسية؛ بل أصبحت الصور الجنسية هـي المحور [ ص: 132 ] الغالب للأفلام والأغاني والمسلسلات! هـكذا تم استغلال النساء والتحرش بهن بأبشع طرق التقنيات وأرخصها، فماذا ينتظرن بعد ذلك؟
كما أن قنوات التهريب تكاد تعتمد على النساء والأطفال، وهي تتعامل بكل الممنوعات من الأسلحة والذخيرة وحتى المخدرات.