ثانيا: القيم الحضارية:
القيمة في اللغة واحدة القيم، وهي ثمن الشيء بالتقويم، والاستقامة: التقويم، لقول أهل مكة: استقمت المتاع أي قومته، وفي الحديث: أن الصحابة قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم: "لو قومت لنا سعرنا"، قال: ( إن الله هو المقوم ) [1] ، أي لو سعرت لنا وحددت لنا قيمة الأشياء [2] ... والقيمة: قيمة الشيء، وقدره، وقيمة المتاع: ثمنه، ويقال ما لفلان قيمة: أي ما له ثبات ودوام على الأمر [3] .
وكان الألمان أول من استخدم لفظة (قيم) بمعناها الفلسفي الاصطلاحي، إذ وردت في كتابات كل من "لوتز" و"روتشيل"، ثم انتقلت إلى علماء الاقتصاد النمساويين، ثم انتشرت أكثر في أوربا بعد أن دخلت في كتابات الفيـلسـوف الألمـاني "فردريـك نيـتشـه" [4] .. وهي في الإنـكليزية "Value"، وفي الفرنسية "Valeur" ، وفي اليونانية "Axios"، وتعني الاعتدال والاستواء [ ص: 14 ] وبلوغ الغاية، فهي مشتقة أصلا من الفعل قام، بمعنى وقف وانتصب واعتدل وبلغ واستوى [5] .
وفلسفيا، تم التركيز على البحث في ثلاثة قيم هي: الأخلاق والمنطق والجمال، وقد بحثت في إطار ميتافيزيقي معياري يبحث فيما ينبغي أن يكون، وليست بوصفها علوما وضعية تدرس ما هو كائن [6] .
وفي الاصطلاح الفقهي، فإن القيمة: ما قوم به الشيء بمنزلة المعيار، من غير زيادة ولا نقصان [7] .
أما في علم الاجتـماع فالقيـمة: تـصور واضـح أو مضمر يميز الفرد أو الجماعة، ويحدد ما هو مرغوب منه، بحيث يسمح لنا بالاختيار من بين الأساليب والأنماط المتغيرة للسلوك والوسائل والأهداف الخاصة بالفعل [8] .
وتعرف أيضا بأنها حقائق أساسية مهمة في البناء الاجتماعي، وهي بذلك تعالج من وجهة النظر الاجتماعية على أنها عناصر بنائية تشتق أساسا من التفاعل الاجتماعي [ ص: 15 ] [9] .
كما تعرف بأنها نسق من المثل التي ينشدها الإنسان لذاتها، ولا يلتمسها لغرض يستفيدونه من ورائها، لأن الأشياء التي يطلبها الإنسان لتحقيق أغراض معينة تعد نسبية ومتغيرة [10] .
وتعرف أيضا بأنها: مبدأ مجرد وعام للسلوك، يشعر أعضاء الجماعة نحوه بالارتباط الانفعالي القوي، كما أنه يوفر لهم مستوى للحكم على الأفعال والأهداف الخاصة [11] .
ونلحظ بعامة، أن علم الاجتماع الحديث يرى أن القيم هي ثمرة التفاعل الاجتماعي البشري وحده، ولا غرابة في هذا التصور، إذ إن علم الاجتماع الحديث انبثق في الأجواء العلمانية أو حتى الإلحادية، ومن ثم فلا اعتبار للمصدر الإلهي في تكوين القيم، وهذا تجاهل كبير وخطأ فادح، ففي المجتمعات المؤمنة نرى أن للوحي أثرا مهما في صياغة قيم المجتمع؛
بل إن القيم بوصفها ضوابط ومعايير للسلوك، من حيث التحسين والتقبيح، والخيرية وضدها، والأمر والنهي، لا بد من أن يكون مصدرها هو الشريعة الإسلامية، أو على الأقـل لا تتقاطـع معـها بـحال، فلا المـدركات [ ص: 16 ] الحسـيـة، ولا المنـفعة أو الفـائـدة، ولا العقـل المجـرد ولا غيـر ذلك مصـدرا للقيم في الإسلام [12] .
فهذه القيم حين نتلمسها من القرآن الكريم ونستمدها منه، ويكون تأصيلها بالرجوع إلى الوحي، فإنها ستمنحنا الثقة، وتبث في قلوبنا العزم، ثم نـقبـل على إقامتـها وتطـبيقها بمنتـهى الإذعـان وبغاية الحزم، وذلك أجدى علينا وأنفع من التماسها من غيره من المصادر فتتشعب بنا الدروب، وتتفرق بنا المناهج يمينا وشمالا [13] ، مما يترتب عليه مطبات وإخفاقات كثيرة.
أما الحضارة، فقد تعددت الأقوال في تعريفها، وتفرعت بحسب المدارس البحثية، وبحسب المناهج الفكرية، وبحسب التخصصات العلمية، إلا أنه بوسعنا القول:
إن الحضارة - في الإطار العام - هي حصيلة ما أنتجه الإنسان، في عصر معـين ومكان معين، بيـده أو بعقله، فكل الأفكار والمفاهيم والقيم والعادات، وكل وسائل الحياة المادية تدخل في تكوين حضارة شعب ما، كما قلنا، في زمان ومكان معينين.. إنها ثمرة جهود الإنسان وحصيلة نشاطاته في الميادين كافة.. [ ص: 17 ] وتسهم عوامل كثيرة في بلورة شخصيتها، وتكوين ملامحـها، وتحـديد طبيعة هويتها، ولعل الدين والبيئة، أهم هذه العوامل قاطبة [14] .
ومما ينبغي الإشارة إليه بوجه عام أن الحضارة الإسلامية تميزت في مجمل بنيتها بأنها حضارة قيم ومثل وأخلاق، وليست حضارة مادية، إذ اتجهت حضارتنا صوب الإنسان، في عقله وقلبه وروحه ونفسه ومعاشه، وجاء ذلك انعكاسا لطبيعة الخطاب، الذي تأسست عليه هذه الحضارة، أقصد الخطاب القرآني.
أما الحضارات الأخرى، فلها طابعها المخالف تماما، وبالاستناد أيضا إلى طبيعة الخطاب، الذي تأسست عليه.. وما كان منها قد تأسس على خطاب سماوي، فإن هذا الخطاب قد تعرض للتحريف الكبير بسبب تحريف الكتب السمـاوية، التي استـند إليها، لتنحرف بذلك الحضارة، التي تأسست على ذلك الخطاب.
أما القيم الحضارية، فقد عرفها بعض الباحثين على أنها جملة المبادئ والأخلاق والأحـكام والتـعاليم والنـظم الاجتـماعية والسـياسية والاقتصـادية، التي تميز حضارة ما، وتبين قدرها، وتنظم علاقاتها؛ وتستمد من الأديان السماوية، والمذاهب الوضعية، أو العرف والعادة، ويتواصى بـها المجتمع، [ ص: 18 ] وتتوارثها الأجيال، وتجاهد في سبيلها [15] ، أو أنها تلك المثل الروحية والعقلية والاجتماعية والإنسانية والأخلاقية الجديرة بالاهتمام، لما لها من مزايا تجعلها تحظى بالتقدير [16] .
وهذه التعريفات فضفاضة واسعة تحاول أن تلم في حدودها كل شيء، لذلك يمكن القول: إن القيم الحضارية هي: جملة المعايير والضوابط، التي تحدد هوية أمة ما، وكيفية صياغتها لبنائها الحضاري، وتخضع لنسق يحدد أولوياتها. أما مصدرها فلا يمكن الإشارة إليه بهذا الخلط، فلكل أمة مصدر قيمها الخاص بـها، فالمجتمعات المتدينة تستـمد قيمها من دينها ومـما لا يتعـارض معـه، أما المجتمعات العلمـانية فإن قيمها الحـضـارية وضعـيـة تستـمدها من الفلسفة الوضعية، التي تؤمن بها ومن تفاعلها الاجتماعي والتاريخي، كما أن القيم الحضارية هي التي تمنح النشاط الإنساني وجهته، التي تقوده إلى إنتاج حضارته الخاصة به.
ومما يميز القيم الحضارية الإسلامية عن غيرها من القيم الحضارية، اتصافها بالشمول الأفقي والعمودي، فمن حيث الشمول الأفقي، فإنها تمتد إلى أوجه الحياة كافـة، ولا تقتـصر على جـوانب معينـة منها، اجتمـاعية أو اقتصادية أو سياسية إلى غير ذلك، أما شمولها العمودي فيتمثل في أنها لا تقتصر على [ ص: 19 ] الحياة الدنيا، بل إنها تربط هذه الحياة بالآخرة أيضا. كما أن محاورها تمثل علاقات الإنسان كافة؛ علاقة الإنسان بخالقه، وبنفسه، وبأخيه الإنسان، فضلا عن علاقته مع بيئته أيضا.
وللقيم أهمية كبيرة وفائقة في تحديد هوية المجتمع، ونمط حياته، ومصيره، الدنيوي والأخروي، فمن المؤكد أن أي مجتمع لا يخلو من قيم، ولكن هذه القيم تختلف من مجتمع لآخر بحسب طبيعة مصدرها بالدرجة الرئيسة، مع ملاحظة أن القيم تأتي في سياق الإطار العام للإجابة عن تساؤلات أساسية مهمة تتعلق بفلسفة الوجود ومعنى الحياة وهدفها.
وتسهم القيم في رسم ملامح مثلى لحياة الإنسان، التي يتطلع إليها، فإذا انعدمت القيم أو سقطت أو ضعفت أسهم ذلك في تشويش ملامح الحياة وتشويهها، فتسود الفوضى والاضطراب الأخلاقي والسلوكي، بل يقود الأمر إلى ما هو أسوأ من ذلك [17] .
كما تسهم قيم المجتمع في رسم ملامح ثقافته، وعن طريقها يتضح طريق النمو والتقدم، وفي ضوئها تتأكد الروابط والعلاقات الاجتماعية؛ لأنها تتغلغل في حياة الناس - أفرادا وجماعات - وترتبط عندهم بمعنى الحياة ذاتها، وهي ترتبط بدوافع السلوك وبالآمال والأهداف [18] . [ ص: 20 ]
فقد اختار بعضهم الحضارة الغربية الحديثة نموذجا للفـكر والثقـافة والمدنية في مقابل الحضارات التقليدية، متجاهلين ومتناسين أن الفكر الحديث - أو الثقافة الناتجة عنه - ليس إلا مدا غير محدود، ولا يمكن تقريبا أن يعرف تعريفا وضعيا إيجابيا، إذ لا وجود هنا لأي مبدأ حقيقي يتعلق بثوابت محددة، والفكر الحديث ليس مذهبا بين المذاهب، بل هو ما تتطلبه مرحلة من مراحل انتشاره، وسيؤدي إلى ما سوف يجعل منه العلم المادي التجريبي، أو ما سوف تجعل منه الآلة فاقدا لآدميته وخصوصيته البشرية، فليس العقل الإنساني البحت هو الذي يقرر ماهية الإنسان، ماهية الذكاء، ماهية الحقيقة، بل الذي يقرر ذلك الآلة، أو الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا، وفي هذه الظروف، يخضع الفكر أكثر فأكثر لـ (المناخ) الناجم عن مبدعاته ذاتها، فلا يدري الإنسان كيف يحكم على الأمور حكما إنسانيا [19] .
وبإيجاز كبير، فإن الإنسان فقد آدميته - بعامة - في ظل معطيات الحضارة الحديثة، تلك المعطيات التي أنتجها الإنسان نفسه، فهو يخضع لمشيئة الآلة ومؤثراتها العميقة في حياته وكينونته، ويخضع بشكل صارم لمحددات العلوم التي أنتجها ولم يعد يفكر كإنسان بل كمعطى مادي بحت.
إذن، استحال الإنسان إلى معطى مادي، وخضعت حياته للمحددات المادية، وتقولبت قيمه في هذا الإطار، فهو مثلا لا يكذب، ليس لأن الكذب [ ص: 21 ] حرام، حرمته شريعة إلهية تثيبه وتعاقبه، وليس لأن الكذب عيب اجتماعي يرفضه المجتمع، بل لأن الكذب سيفقده بالنتيجة كثيرا من مزايا حياته المادية، بما في ذلك عمله أو مصدر عيشه، فبات الصدق قيمة مادية وليس قيمة روحية أخلاقية تزين المرء وتزين حياته. وهكذا سائر جوانب القيم الأخرى.
وهكذا أيضا فقد الاتصال الجنسي - مثلا - قيمه السامية بوصفه قيمة رفيعة - في سياقاته الشرعية - تسهم في الحفاظ على النوع الإنساني وتحقيق استقراره النفسي عبر الاستجابة لدواعي هـذه الغريزة على وفـق السيـاقات التي حددتـها قيـم الوحـي، فلما خرجـت هذه الغريزة والاستجابة لها عن هذه السياقات أصيب المجتمع بعطب كبير، إذ تفاقمت معدلات الطلاق، فتحت مؤثرات القيم المادية غدت عملية الاتصال الجنسي خارج إطار الزوجيـة أيسر وأقل كلفة، ومن دون تبعات أو مسؤوليات اجتماعية، وأكثر إثارة وجاذبية، فتفاقم الطلاق، وتراجعت معدلات الإنجاب الشرعي، وبلغت نسبة الأولاد غير الشرعيين في الولايات المتحدة الثلث، ونسبتهم في الدول الإسكندنافية النصف [20] .
وأسهم شيوع الجريمة في فقدان الثقة بين الناس ليحول ذلك دون تعاونهم وتعاضدهم، وراحت هذه المجتمعات تسير نحو التفكك [21] . تفكك نفسي [ ص: 22 ] وأخلاقي، سيقود إلى تفكك اجتماعي، وربما قاد إلى تفكك سياسي، فهو مجتمع يسير نحو الانتحار.
فمع تمتع أفراد هذه المجتمعات بكل ما يشتهون ويتمنون من استقلال ذاتي، إلى حيـاة مـكفولة من المهد إلى اللحد، والحرية أو الإباحية الجنسية، التي لا تعـرف محـظورا أو محـرما، إلى المخـدرات على اختلاف أنواعها وأذواقها بحسب كل مزاج أو طلب، إلى أوقات الفراغ والعطلات والإجازات المكفولة قانونا، إلى الحقوق المدنية كافة، التي يحلم بها المرء، إلا أن هؤلاء يستشـعرون فـراغا هائـلا يمـلأ وجـودهم الفعلي، ويتـوقون إلى الحنان والـدفء البشـري في إطـار الجمـاعـة التي يعيـشـون فيـها وينتمـون إليها، كما يتـوقـون إلى سلطة زعيم روحـي يقـودهم باطمئنان روحي، فوراء كل هذا الذي يعيشـونه يقبع سـؤال خطـير وملح عن مغزى الحياة أو الوجود، وإلى أين المصير! [22] .
فالرجل المسن والمرأة المسنة لا يتطلعان في نهاية المطاف إلى دار المسنين لينعما فيها بالرعاية، فالموظف والدولة مهما اجتهدا لا يوفران الدفء والحنان الأسري مهما كان شكل الرعاية المقدمة في تلك الدور، وإنها لنكسة أخلاقية كبيرة أن يجلب الأب طعامه معه إذا ذهب إلى بيت ابنه ليزوره، ذلك هو عوار [ ص: 23 ] الحياة المادية العارية المتجردة من كل دواعي الحب والحنان والدفء، التي هي مقدمات السعادة الحقيقية، التي ينشدها الإنسان.
وأمثال هذه المعطيات وغيرها أثارت حفيظة الفيلسوف الإنكليزي "برتراند رسل" (1872 - 1970 ) حين قال: "الحضارة الحديثة أهملت الاهتمـام بالروح، والعـالم اليوم بحاجة إلى دين جديد يجعل غاية الإنسان خارج هذه الحياة" [23] ، إنه يشير في الحقيقة - من حيث لا يدري - إلى الإسلام، الذي وازن بجدارة بين الجانبين، المادي والروحي، بما يحفظ للحياة توازنها المناسب.
وتثير فينا كل هذه المؤشرات الدافعية لبعث الحياة في مقومات حضارتنا الإسلامية، التي تكفل الله تعالى بأن توفر للإنسان السعادة الحقيقية، ويتطلب هذا الأمر التمسك بقيم الوحي وبعثها وتفعيلها بوصفها الضابط والضامن لمسيرة الأمة وتكوينها الحضاري؛ وإيجابية هذه القيم وسلامة نتائجها مكفولة بوصفها قيم الوحي وليست من وضع الإنسان، لذا فهي مؤهلة للإنتاج والنهـوض في كل زمـان ومكان، وتشتد الحاجة إليها اليوم أكثر فأكثر للخروج من المأزق الحضاري، الذي تعيشه الأمة [24] ، وتعيشه الإنسانية في الحقيقة أيضا. [ ص: 24 ]
واستنادا إلى هذه القيم، يمكن تشييد بناء فكري يتمتع بالإيجابية والديناميكية، لأن الفكر السـكوني السالب والانعزالي لا يصنع حضارة، مهما كانت أخلاقيته، إذ إن واجب الفكر تقديم التصور السليم لعلاقة الإنسان بمبدع الكون وخالقه، وتفسيرا لعلاقة الإنسان بالكون، ثم علاقته بأخيه الإنسان، وأخيرا علاقته بنفسه [25] ، وذلك ما تنطوي عليه نصوص الإسلام في أساسياتها وثوابتها، وهو ما يجعل هذا الدين صالحا لكل زمان ومكان، فمبادئه وقيمه قادرة على معالجة حياة الإنسان وتأسيسها على قواعد ثابتة وراسخة وسليمة من كل تشويش، هذه المبادئ والقيم شرعها الله لمطلق الإنسان وليس لأسود أو أبيض، أو حـضـري أو ريـفـي، وليـس لـعـربي أو أعـجـمـي، جـاءت من لـدن عليـم خبـير لا تغيب عنه غائبة في أي مكان وأي زمان. سبحانه وتعالى عما يصفون.
ويعكس ما تقدم من مؤشرات ومعطيات ومفاهيم أن ثم هناك عقلا حضاريا يقف وراء كل حضارة، يتمثل بهذه المنظومة من المفاهيم والقيم، التي تحدد هوية كل حضارة وملامحها المميزة، وتمتاز - بالنتيجة - بعقلها الحضاري المخالف لغيرها تماما، حتى مع اتفاق مسميات بعض القيم، وربما معظمها، لكن دلالاتها تبقى مختلفة، مثل مفهوم الحرية، فهو يختلف في دلالته ومداه بين حضارة وأخرى، وهكذا فيما يتعلق بالحق والعدل والمساواة والخير والجمـال، وما إلى ذلك، ولا ريب في أن لمصدر تلقي القيم وتكوينها أثر كبير في اختلاف دلالاتها. [ ص: 25 ]