الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وقع في رواية الأصيلي قول الله بلا واو فوجهه أن يكون مبتدأ وخبره هو قوله : " فلم تجدوا " والمعنى قول في شأن التيمم هذه الآية ، وفي رواية غيره بواو العطف على كتاب التيمم ، والتقدير " وفي بيان قول الله تعالى " فلم تجدوا " ، وقال بعضهم : الواو استئنافية ، وهو غير صحيح ؛ لأن الاستئناف جواب عن سؤال مقدر وليس لهذا محل ههنا فإن قال هذا القائل : مرادي الاستئناف اللغوي ( قلت ) هذا أيضا غير صحيح لأن الاستئناف في اللغة الإعادة ولا محل لهذا المعنى ههنا فافهم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فلم تجدوا ماء " القرآن هكذا في سورة النساء والمائدة ورواية الأكثرين على هذا وهو الصواب ، وفي رواية النسفي وعبدوس والحموي والمستملي " فإن لم تجدوا " ، ووقع التصريح به في رواية حماد بن سلمة عن هشام عن أبيه عن عائشة - رضي الله تعالى [ ص: 3 ] عنها - في قصتها المذكورة ، قال : فأنزل الله آية التيمم " فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا " ، الحديث ، والظاهر أن هذا وهم من حماد أو غيره ، أو قراءة شاذة لحماد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " صعيدا طيبا " أي : أرضا طاهرة ، قال الأصمعي : الصعيد وجه الأرض ، فعيل بمعنى مفعول ، أي : مصعود عليه ، وحكاه ابن الأعرابي وكذلك قاله الخليل وثعلب ، وفي الجمهرة : وهو التراب الذي لا يخالطه رمل ولا سبخ ، هذا قول أبي عبيدة ، وقيل : وهو الظاهر من وجه الأرض ، وقال الزجاج في المعاني : الصعيد وجه الأرض ولا تبالي أكان في الموضع تراب أم لم يكن ؛ لأن الصعيد ليس اسما للتراب إنما هو وجه الأرض ترابا كان أو صخرا لا تراب عليه ، قال تعالى : " فتصبح صعيدا زلقا " ، فأعلمك أن الصعيد يكون زلقا ، وعن قتادة أن الصعيد الأرض التي لا نبات فيها ولا شجر ، ومعنى طيبا طاهرا ، وقال أبو إسحاق : الطيب النظيف ، وقيل : الحلال ، وقيل : الطيب ما تستطيبه النفس ، وأكثر العلماء أن معناه طاهرا ، قوله : " وأيديكم " إلى هنا في رواية أبي ذر بدون لفظة " منه " ، وفي رواية كريمة " منه " وهي تعين آية المائدة دون آية النساء ؛ لأن آية النساء ليس فيها منه ولفظة منه في آية المائدة .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية