الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  477 148 - حدثنا آدم ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا عون بن أبي جحيفة ، قال : سمعت أبي ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة فأتي بوضوء فتوضأ ، فصلى بنا الظهر والعصر ، وبين يديه عنزة ، والمرأة ، والحمار يمرون من ورائها .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وقد تقدم حديث أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي في الباب الذي بينه وبين هذا بابان ، وهناك رواه عن أبي الوليد عن شعبة ، وهاهنا عن آدم بن أبي إياس ، عن شعبة . قوله : ( بالهاجرة ) ، وهي اشتداد الحر عند الظهيرة . قوله : ( فأتي ) على صيغة المجهول . قوله : ( بوضوء ) بفتح الواو ، وهو الماء الذي يتوضأ به . قوله : ( وبين يديه عنزة ) جملة حالية قيل : فيه تكرار ؛ لأن العنزة هي الحربة ، ورد بأن الحربة غير العنزة ؛ لأن الحربة هي الرمح العريض النصل كما ذكرنا عن قريب ، والعنزة مثل نصف الرمح . قوله : ( يمرون ) كان القياس في ذلك أن يقال : يمران بلفظ التثنية ؛ لأن المذكور تثنية ، وهي المرأة ، والحمار ، ووجهوا هذا بوجوه ، فقال بعضهم : كأنه أراد الجنس ، ويؤيده رواية ( والناس ، والدواب يمرون ) ، ( قلت ) : هذا ليس بشيء ؛ لأنه إذا أريد الجنس يراد به جنس المرأة وجنس الحمار ، فيكون تثنية ، فلا يطابق الكلام ، فقال هذا القائل أيضا : والظاهر أن الذي وقع هنا من تصرف الرواة ، وهذا أيضا ليس بشيء ؛ لأن فيه نسبتهم إلى ذكر ما يخالف القواعد ، وقال ابن مالك : أرادوا المرأة والحمار وراكبه ، فحذف الراكب لدلالة الحمار عليه ، ثم غلب عليه تذكير الراكب المفهوم على تأنيث المرأة ، وذو العقل على الحمار ، فقال : يمرون ، ( قلت ) : هذا فيه تعسف وبعد ، وقال ابن التين : فيه إطلاق اسم الجمع على التثنية ، وهذا أوجه من غيره ؛ لأن مثل هذا وقع في الكلام الفصيح . قوله : ( من ورائها ) ، أي : من وراء العنزة .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية