الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
487 ( nindex.php?page=treesubj&link=1520ورد nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر المار بين يديه في التشهد ، وفي الكعبة ، وقال : إن أبى إلا أن تقاتله فقاتله )
[ ص: 289 ]
[ ص: 289 ] الكلام فيه على أنواع ، الأول : في وجه مطابقته للترجمة ، وهي ظاهرة ؛ لأن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=treesubj&link=1520رد المار من بين يديه وهو في الصلاة . الثاني : في معنى التركيب ، فقوله : ورد nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أي : رد nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بن الخطاب المار بين يديه حال كونه في التشهد ، وكان هذا المار هو nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة في مصنفيهما . قوله : ( وفي الكعبة ) ، أي : ورد أيضا في الكعبة ، قال الكرماني : هو عطف على مقدر ، أي : رد المار بين يديه عند كونه في الصلاة ، وفي غير الكعبة ، وفي الكعبة أيضا ، ويحتمل أن يراد به كون الرد في حالة واحدة جمعا بين كونه في التشهد ، وفي الكعبة ، فلا حاجة إلى مقدر ، وقال أبو محمد الإشبيلي في كتابه ( الجمع بين الصحيحين ) كذا وقع ، وفي الكعبة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13441ابن قرقول : ورد nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في التشهد ، وفي الكعبة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14933القابسي : وفي الركعة بدلا من الكعبة أشبه ، وكذا وقع في بعض الأصول : الركعة ، وقال صاحب ( التلويح ) والظاهر أنه وفي الكعبة ، وهو الصواب كما في كتاب الصلاة لأبي نعيم ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15136عبد العزيز بن الماجشون عن nindex.php?page=showalam&ids=16214صالح بن كيسان ، قال : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يصلي في الكعبة ، فلا يدع أحدا يمر بين يديه يبادره ، قال بردة : حدثنا مطر بن خليفة ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، قال : مررت بابن عمر بعدما جلس في آخر صلاته حتى أنظر ما يصنع ، فارتفع من مكانه فدفع في صدري ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17011ابن فضيل ، عن مطر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، قال : مررت بين يدي nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وهو في الصلاة ، فارتفع من قعوده ، ثم دفع في صدري ، وفي كتاب ( الصلاة ) لأبي نعيم : فانتهرني بتسبيحة ، وقال بعضهم : رواية الجمهور متجهة ، وتخصيص الكعبة بالذكر لئلا يتخيل أنه يغتفر فيها المرور لكونها محل المزاحمة ، ( قلت ) : الواقع في نفس الأمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في الرد في غير الكعبة ، وفي الكعبة أيضا ، فلا يقال : فيه التخصيص ، والتعليل فيه بكون محل المزاحمة غير موجه ؛ لأن في غير الكعبة أيضا توجد المزاحمة ، سيما في أيام الجمع في الجوامع ، ونحو ذلك . قوله : ( وقال ) أي : nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ( إن أبى ) ، أي : المار ، أي : امتنع بكل وجه إلا بأن يقاتل المصلي المار قاتله . قوله : ( إلا أن يقاتله ) . وقوله : ( قاتله ) على وجهين ، أحدهما : أن يكون لفظ قاتله بصيغة الفعل الماضي ، وهذا عند كون لفظ إلا أن يقاتله بصيغة الفعل المضارع المعلوم ، والضمير المرفوع فيه يرجع إلى المار الذي هو فاعل لفظة أبى ، والمنصوب يرجع إلى المصلي ، والضمير المرفوع في قاتله يرجع إلى المصلي ، والمنصوب يرجع إلى المار ، والوجه الآخر : أن يكون لفظة إلا أن تقاتله بصيغة المخاطب ، أي : إلا أن تقاتل المار فقاتله بكسر التاء ، وسكون اللام على صيغة الأمر للحاضر ، وهذه رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني ، والأول : رواية الأكثرين ، ( ( فإن قلت ) ) : لفظة قاتله في الوجه الثاني جملة أمرية ، والجملة الأمرية إذا وقعت جزاء للشرط ، فلا بد فيها من الفاء ، ( قلت ) : تقدير الكلام : فأنت قاتله ، قال الكرماني : ويجوز حذف الفاء منها نحو :
من يفعل الحسنات الله يشكرها
( قلت ) : حذف الفاء منها لضرورة الوزن ، فلا يقاس عليه ، ويروى : فقاتله بالفاء على الأصل .
النوع الثالث : في أن المروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر هاهنا على سبيل التعليق بثلاثة أشياء ، الأول : رده المار في التشهد ، وقد وصله nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم ، nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة كما ذكرناه عن قريب . الثاني : رده في الكعبة ، وقد وصله nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم أيضا كما ذكرناه ، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=17364يزيد الفقير : صليت إلى جنب nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر بمكة ، فلم أر رجلا أكره أن يمر بين يديه منه . الثالث : nindex.php?page=treesubj&link=1520أمره بالمقاتلة عند عدم امتناع المار من المرور بين يدي المصلي ، وقد وصله nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، ولفظه عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال : لا تدع أحدا يمر بين يديك وأنت تصلي ، فإن أبى إلا أن تقاتله فقاتله ، وهذا موافق لرواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني .
المكتبة الإسلامية
كتاب الأمة
حول المكتبة
قائمة الكتب
عرض موضوعي
تراجم الأعلام
الرئيسية
موسوعات
مقالات
الفتوى
الاستشارات
الصوتيات
المواريث
بنين وبنات