الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5497 53 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمران بن حطان قال: سألت عائشة عن الحرير، فقالت: ائت ابن عباس فسله، قال: فسألته، فقال: سل ابن عمر، قال: فسألت ابن عمر، فقال: أخبرني أبو حفص - يعني عمر بن الخطاب - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة، فقلت: صدق، وما كذب أبو حفص على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه يوضحها. وعثمان بن عمر بن فارس البصري العبدي. وعلي بن المبارك الهنائي البصري. وعمران - بكسر العين المهملة - ابن حطان - بكسر الحاء المهملة وتشديد الطاء المهملة وبالنون - السدوسي، كان رئيس الخوارج وشاعرهم، وهو الذي مدح ابن ملجم قاتل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بالأبيات المشهورة. فإن قلت: كان تركه من الواجبات، وكيف يقبل قول من مدح قاتل علي رضي الله تعالى عنه؟! قلت: قال بعضهم: إنما أخرج له البخاري على قاعدته في تخريج أحاديث المبتدع إذا كان صادق اللهجة متدينا. انتهى. قلت: ليس للبخاري حجة في تخريج حديثه، ومسلم لم يخرج حديثه. ومن أين كان له صدق اللهجة، وقد أفحش في الكذب في مدحه ابن ملجم اللعين؟ والمتدين كيف يفرح بقتل مثل علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى يمدح قاتله؟! وليس له في البخاري إلا هذا الموضع.

                                                                                                                                                                                  قوله: " من لا خلاق له"؛ أي: لا نصيب له في الآخرة. وقيل: لا حرمة له.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فقلت: صدق.." إلى آخره، القائل هو عمران بن حطان المذكور.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية