5651 26 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: [ ص: 100 ] من لا يرحم لا يرحم.

التالي السابق

الشرح

مُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ ظَاهِرَةٌ.

وَأَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، وَالْحَدِيثُ مِنْ أَفْرَادِهِ.

قَوْلُهُ: " وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ" الْوَاوُ فِيهِ لِلْحَالِ. قَوْلُهُ: " جَالِسًا" حَالٌ مِنَ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ التَّمِيمِيِّ، وَهُوَ مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ. قَوْلُهُ: " مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ" بِالرَّفْعِ وَالْجَزْمِ فِيهِمَا، قَالَهُ الْكِرْمَانِيُّ. قُلْتُ: الرَّفْعُ عَلَى الْخَبَرِ وَالْجَزْمُ عَلَى أَنَّ "مِنْ" شَرْطِيَّةٌ، وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ: جَعْلُهُ عَلَى الْخَبَرِ أَشْبَهُ لِسِيَاقِ الْكَلَامِ؛ لِأَنَّهُ سِيقَ لِلرَّدِّ عَلَى مَنْ قَالَ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ.. إِلَى آخِرِهِ؛ أَيِ الَّذِي يَفْعَلُ هَذَا الْفِعْلَ لَا يُرْحَمُ، وَلَوْ كَانَتْ شَرْطِيَّةً لَكَانَ فِي الْكَلَامِ بَعْضُ انْقِطَاعٍ; لِأَنَّ الشَّرْطَ وَجَوَابَهُ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ، وَقِيلَ: يَجُوزُ الرَّفْعُ فِي الْجُزْءَيْنِ وَالْجَزْمُ فِيهِمَا، وَالرَّفْعُ فِي الْأَوَّلِ وَالْجَزْمُ فِي الثَّانِي وَبِالْعَكْسِ، فَيَحْصُلُ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ.

مطابقته للترجمة ظاهرة.

وأبو اليمان الحكم بن نافع، والحديث من أفراده.

قوله: " وعنده الأقرع" الواو فيه للحال. قوله: " جالسا" حال من الأقرع بن حابس التميمي، وهو من المؤلفة وحسن إسلامه. قوله: " من لا يرحم لا يرحم" بالرفع والجزم فيهما، قاله الكرماني. قلت: الرفع على الخبر والجزم على أن "من" شرطية، وقال السهيلي: جعله على الخبر أشبه لسياق الكلام؛ لأنه سيق للرد على من قال: إن لي عشرة من الولد.. إلى آخره؛ أي الذي يفعل هذا الفعل لا يرحم، ولو كانت شرطية لكان في الكلام بعض انقطاع; لأن الشرط وجوابه كلام مستأنف، وقيل: يجوز الرفع في الجزءين والجزم فيهما، والرفع في الأول والجزم في الثاني وبالعكس، فيحصل أربعة أوجه.