الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5666 42 - حدثنا أبو الوليد، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم غرس غرسا فأكل منه إنسان، أو دابة إلا كان له صدقة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن في غرس المسلم الذي يأكل منه الإنسان والحيوان فيه معنى الترجمة والتعطف عليهم; لأن حال المسلم يدل على أنه يقصد ذلك وقت غرسه.

                                                                                                                                                                                  وأبو الوليد هشام بن عبد الملك. وأبو عوانة، بفتح العين المهملة وبالنون بعد الألف، اسمه الوضاح اليشكري.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في المزارعة عن قتيبة، وعبد الرحمن بن المبارك.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أو دابة" إن كان المراد به من يدب على الأرض فهو من عطف العام على الخاص، وإن كان المراد الدابة العرفية فهو من باب عطف الجنس على الجنس، وقال بعضهم وهو الظاهر هنا: قلت: الظاهر هو الأول؛ للعموم الدال على سائر الأجناس، فتدخل جميع البهائم وغيرها في هذا المعنى، وفي معنى ذلك التخفيف عن الدواب في أحمالها وتكليفها ما تطيق حمله، فذلك من رحمتها والإحسان إليها، ومن ذلك ترك التعدي في ضربها وأذاها وتسخيرها في الليل، وقد نهينا في العبيد أن نكلفهم الخدمة ليلا؛ فإن لهم الليل ولمواليهم النهار.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية