الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5766 فقال nindex.php?page=showalam&ids=15545بشير بن كعب: مكتوب في الحكمة: nindex.php?page=treesubj&link=19526_19527إن من الحياء وقارا، وإن من الحياء سكينة، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=40عمران: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحيفتك.
قوله: " في الحكمة" وهي العلم الذي يبحث فيه عن أحوال حقائق الموجودات، وقيل: العلم المتقن الوافي. قوله: " وقارا" الوقار، بفتح الواو، الحلم والرزانة. قوله: " سكينة"، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني: "السكينة" بالألف واللام؛ وهي الدعة والسكون. قوله: " فقال له عمران"؛ أي: فقال لبشير المذكور، nindex.php?page=showalam&ids=40وعمران بن حصين: " أحدثك" من التحديث، وإنما قال عمران ذلك مغضبا; لأن الحجة إنما هي في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فيما يروى عن كتب الحكمة; لأنه لا يدرى ما في حقيقتها، ولا يعرف صدقها، فإن قلت: لم غضب عمران وليس في ذكر الوقار والسكينة ما ينافي كونه خيرا؟
قلت: كان غضبه لزيادة في الذي ذكره بشير، وهي في رواية أبي قتادة العدوي: "إن منه سكينة ووقار الله، ومنه ضعف، وقيل: يحتمل أن يكون غضبه من قوله: " منه"; لأن التبعيض يفهم منه أن منه ما يضاد ذلك، وهو قد روي nindex.php?page=treesubj&link=19527أنه خير كله.