الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  660 83 - حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: لما قدم المهاجرون الأولون العصبة، موضع بقباء، قبل مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآنا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن فيه دلالة على جواز إمامة المولى.

                                                                                                                                                                                  (ذكر رجاله) وهم خمسة:

                                                                                                                                                                                  الأول: إبراهيم بن المنذر أبو إسحاق الحزامي المدني، وقد مر غير مرة، الثاني: أنس بن عياض بكسر العين المهملة، وتخفيف الياء آخر الحروف مر في باب التبرز في البيوت، الثالث: عبيد الله بتصغير العبد العمري، وقد مر غير مرة، الرابع: نافع مولى ابن عمر، الخامس: عبد الله بن عمر.

                                                                                                                                                                                  (ذكر لطائف إسناده) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع، وفيه القول في موضعين، وفيه أن شيخ البخاري من أفراده، وفيه أن رواته كلهم مدنيون.

                                                                                                                                                                                  ذكر من أخرجه غيره أخرجه أبو داود في الصلاة أيضا عن القعنبي عن أنس بن عياض، ورواه البيهقي، وزاد: وفيهم أبو بكر، وعمر، وأبو سلمة، وزيد بن حارثة، وعامر بن ربيعة، وقال الداودي : وإمامته لأبي بكر رضي الله تعالى عنه يحتمل أن تكون بعد قدومه مع النبي - صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  (ذكر معناه) قوله: ( لما قدم المهاجرون ) أي من مكة إلى المدينة، وصرح به في رواية الطبراني . قوله: ( الأولون ) أي الذين قدموا أولا قبل قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: ( العصبة ) بالنصب على الظرفية لأنه اسم موضع، قال الزمخشري في كتاب (أسماء البلدان): العصبة موضع بقباء، قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                  بنيته بعصبة من ماليا أخشى ركيبا أو رجيلا عاديا

                                                                                                                                                                                  وفي (التوضيح): ضبطه شيخنا علاء الدين في (شرحه) بفتح العين وسكون الصاد المهملة بعدها باء موحدة، وضبطه الحافظ شرف الدين الدمياطي بضم العين، وكذا ضبطه الشيخ قطب الدين الحلبي في (شرحه)، وقال أبو عبيد البكري : موضع بقباء، روى البخاري عن ابن عمر : لما قدم المهاجرون الأولون المعصب كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآنا، كذا ثبت في متن الكتاب، وكتب عبد الله بن إبراهيم الأصيلي : عليه العصبة مهملا غير مضبوط. قوله: ( موضعا ) يجوز فيه النصب، والرفع أما النصب فعلى أنه بدل من العصبة أو بيان له، وأما الرفع فعلى أنه خبر مبتدإ محذوف أي هو موضع. قوله: ( بقباء ) في محل النصب على الوصفية أي موضعا كائنا بقباء، وقباء يمد ويقصر، ويصرف ويمنع، ويذكر ويؤنث. قوله: ( سالم ) بالرفع لأنه اسم كان، وكان أي سالم أكثرهم أي أكثر المهاجرين الأولين قرآنا، وهو نصب على التمييز، وكان سالم مولى امرأة من الأنصار فأعتقته، وإنما قيل له مولى أبي حذيفة لأنه لازم أبا حذيفة بعد أن أعتق فتبناه فلما نهوا عن ذلك قيل له مولاه، واستشهد سالم باليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه، ويقال: قتل شهيدا هو وأبو حذيفة، فوجد رأس سالم عند رجل أبي حذيفة ورأس أبي حذيفة عند رجل سالم، وقال الذهبي: سالم مولى أبي حذيفة من كبار البدريين، مشهور كبير القدر، يقال له: سالم بن معقل، وكان من أهل فارس من إصطخر . وقيل: إنه من العجم من سبي كرمان، وكان يعد في قريش لتبني أبي حذيفة له، ويعد في العجم لأصله، ويعد في المهاجرين لهجرته، ويعد في الأنصار لأن معتقته أنصارية، ويعد من القراء لأنه كان أقرأهم أي أكثرهم قرآنا، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمي أحد السابقين. قوله: ( وكان أكثرهم قرآنا ) إشارة إلى سبب تقديمهم له مع كونهم أشرف منه، وفي رواية الطبراني : لأنه كان أكثرهم قرآنا، وكانت إمامته بهم قبل أن يعتق لأن المبحث فيه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية