الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  " وقول الله تعالى " بالجر عطف على المضاف إليه في باب ما جاء أي وفي بيان قول الله تعالى ، وساق الآية كلها في رواية كريمة ، وفي رواية غيرها " وقول الله تعالى : فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة الآية " وأول الآية قوله تعالى : وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر الآية ، وسبب نزول هذه الآية أن الله لما أنزل في حق المنافقين ما أنزل بسبب تخلفهم عن الغزاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمنون : والله لا نتخلف غزوة يغزوها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سرية أبدا ، فلما أرسل السرايا بعد تبوك نفر المؤمنون جميعا وتركوه صلى الله عليه وسلم وحده ، فنزلت هذه الآية ، ولفظها لفظ الخبر ومعناه الأمر ، والمعنى : ما كان لهم أن ينفروا جميعا بل ينفر بعضهم ويبقى مع النبي صلى الله عليه وسلم بعض ، قوله : " فلولا نفر " يعني فحين لم يكن نفير الكافة ولم يكن مصلحة فهلا نفر من كل فرقة منهم طائفة ، قال الزمخشري : أي من كل جماعة كثيرة جماعة قليلة منهم يكفونهم النفير " ليتفقهوا في الدين " أي ليتكلفوا الفقاهة فيه " ولينذروا قومهم " بعلمهم إذا رجعوا إليهم أي النافرين " إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " إرادة أن يحذروا الله فيعملوا عملا صالحا ، والكلام في الطائفة ، ومراد البخاري أن لفظ طائفة يتناول الواحد فما فوقه ولا يختص بعدد معين ، وهو منقول عن ابن عباس والنخعي ومجاهد وعطاء وعكرمة ، وعن ابن عباس أيضا : من أربعة إلى أربعين ، وعن الزهري : ثلاثة ، وعن الحسن : عشرة ، وعن مالك : أقل الطائفة أربعة ، وعن عطاء : اثنان فصاعدا ، وقال الراغب : لفظ طائفة يراد بها الجمع والواحد طائف ويراد بها الواحد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية