الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7016 80 - حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا الأعمش سمعت زيد بن وهب، سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما وأربعين ليلة، ثم يكون علقة مثله، ثم يكون مضغة مثله، ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وعمله، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "فيسبق عليه الكتاب" وآدم هو ابن أبي إياس. والحديث مضى في كتاب بدء الخلق عن الحسن بن الربيع، وفي خلق آدم عن عمر بن حفص، وفي القدر عن أبي الوليد، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "الصادق" أي: في نفسه و"المصدوق" من عند الله.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يجمع " معنى جمعها هو أن النطفة إذا وقعت في الرحم، وأراد الله أن يخلق منها بشرا طارت في أطراف المرأة [ ص: 140 ] تحت كل شعرة وظفر فيمكث أربعين يوما، ثم ينزل دما في الرحم، فذلك هو معنى جمعها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "الكتاب" أي: ما قدر عليه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "إلا ذراع" المراد به التمسك بقربه إلى الموت، وفيه أن الأعمال من الحسنات والسيئات أمارات لا موجبات، وأن مصير الأمر في العاقبة إلى ما سبق به القضاء، وجرى به التقدير.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية