الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6987 51 - حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثني محمد بن فليح قال: حدثني أبي، حدثني هلال، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة، هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها، قالوا: يا رسول الله، أفلا ننبئ الناس بذلك؟ قال: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: وفوقه عرش الرحمن.

                                                                                                                                                                                  ومحمد بن فليح يروي عن أبيه فليح بن سليمان، وكان اسمه عبد الملك ولقبه فليح فغلب على اسمه واشتهر به، وهلال بن علي هو هلال بن أبي ميمونة، وهلال بن أبي هلال المديني، وعطاء بن يسار ضد اليمين.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الجهاد في باب درجات المجاهدين في سبيل الله، فإنه أخرجه هناك حدثنا يحيى بن صالح، حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار إلخ، ومضى الكلام فيه مستوفى.

                                                                                                                                                                                  قوله: "كان حقا على الله تعالى" احتجت به المعتزلة والقدرية على أن الله يجب عليه الوفاء لعبده الطائع، وأجاب أهل السنة بأن معنى الحق الثابت أو هو واجب بحسب الوعد شرعا لا بحسب العقل، وهو المتنازع فيه.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: لم يذكر الزكاة والحج.

                                                                                                                                                                                  قلت: لأنهما موقوفان على النصاب والاستطاعة وربما لا يحصلان له.

                                                                                                                                                                                  قوله: "هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها" قيل: هذا بعد انقضاء الهجرة بعد الفتح، أو يكون من غير أهل مكة; لأن الهجرة لم تكن على جميعهم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أفلا ننبئ الناس" قال الكرماني: بالخطاب وبالتكلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "كما بين السماء والأرض" اختلف الخبر الوارد في قدر مسافة ما بين السماء والأرض، فذكر الترمذي مائة عام، وذكر الطبراني خمسمائة عام، وروى ابن خزيمة في التوحيد من صحيحه وابن أبي عاصم في كتاب السنة عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - قال: بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، [ ص: 116 ] وبين كل سماء خمسمائة عام، وفي رواية: وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وبين السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي وبين الماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "الفردوس" هو البستان، قال الفراء: هو عربي، وعن ابن عزيز أنه بستان بلغة الروم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة" قيل: الأوسط كيف يكون أعلى، وما هما إلا متنافيان؟ وأجيب بأن الأوسط هو الأفضل، فلا منافاة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "تفجر" بضم الجيم من الثلاثي ومضارع التفجر أيضا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية