6820 22 - حدثنا مسدد ، عن يحيى ، عن التيمي ، عن أبي عثمان ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن أو قال ينادي بليل ، ليرجع قائمكم وينبه نائمكم ، وليس الفجر أن يقول هكذا وجمع يحيى كفيه حتى يقول هكذا [ ص: 14 ] ومد يحيى إصبعيه السبابتين .

التالي السابق

الشرح

مُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ تُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ : " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِنْ سُحُورِهِ " فَإِنَّهُ يُخْبِرُ أَنَّ هَذَا الْوَقْتَ الَّذِي يُؤَذَّنُ فِيهِ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى يَجُوزَ التَّسَحُّرُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَهُوَ خَبَرُ وَاحِدٍ صَدُوقٍ فِي هَذَا الْأَذَانِ .

وَيَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، وَالتَّيْمِيُّ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ طَرْخَانَ ، وَأَبُو عُثْمَانَ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ النَّهْدِيُّ بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ الْهَاءِ .

وَالْحَدِيثُ مَضَى فِي " الْأَذَانِ قَبْلَ الْفَجْرِ " .

قَوْلُهُ : " مِنْ سُحُورِهِ " بِالضَّمِّ ، وَهُوَ التَّسَحُّرُ ، وَبِالْفَتْحِ مَا يُتَسَحَّرُ بِهِ مِنَ الطَّعَامِ ، قَوْلُهُ : " أَوْ قَالَ يُنَادِي " شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي ، قَوْلُهُ : " لِيَرْجِعَ مِنَ الرَّجْعِ وَهُوَ مُتَعَدٍّ وَمِنِ الرُّجُوعِ لَازِمٌ ، قَوْلُهُ : " هَكَذَا " أَيْ مُسْتَطِيلًا غَيْرَ مُنْتَشِرٍ وَهُوَ الصُّبْحُ الْكَاذِبُ ، قَوْلُهُ : " وَجَمَعَ يَحْيَى " هُوَ يَحْيَى الْقَطَّانُ الرَّاوِي ، قَوْلُهُ : " حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا " أَيْ حَتَّى يَصِيرَ مُسْتَطِيلًا مُنْتَشِرًا فِي الْأُفُقِ مَمْدُودًا مِنَ الطَّرَفَيْنِ الْيَمِينِ وَالشِّمَالِ وَهُوَ الصُّبْحُ الصَّادِقُ .

مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره " فإنه يخبر أن هذا الوقت الذي يؤذن فيه من الليل حتى يجوز التسحر في ذلك الوقت وهو خبر واحد صدوق في هذا الأذان .

ويحيى هو ابن سعيد القطان ، والتيمي هو سليمان بن طرخان ، وأبو عثمان هو عبد الرحمن النهدي بفتح النون وسكون الهاء .

والحديث مضى في " الأذان قبل الفجر " .

قوله : " من سحوره " بالضم ، وهو التسحر ، وبالفتح ما يتسحر به من الطعام ، قوله : " أو قال ينادي " شك من الراوي ، قوله : " ليرجع من الرجع وهو متعد ومن الرجوع لازم ، قوله : " هكذا " أي مستطيلا غير منتشر وهو الصبح الكاذب ، قوله : " وجمع يحيى " هو يحيى القطان الراوي ، قوله : " حتى يقول هكذا " أي حتى يصير مستطيلا منتشرا في الأفق ممدودا من الطرفين اليمين والشمال وهو الصبح الصادق .