الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6857 58 - حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر ، عن أسماء ابنة أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت : أتيت عائشة حين خسفت الشمس والناس قيام وهي قائمة تصلي ، فقلت : ما للناس ؟ فأشارت بيدها نحو السماء فقالت : سبحان الله ، فقلت : آية ؟ قالت برأسها أن نعم ، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما من شيء لم أره إلا وقد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ، وأوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال ، فأما المؤمن أو المسلم - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - فيقول : محمد جاءنا بالبينات فأجبنا وآمنا ، فيقال : نم صالحا علمنا أنك موقن ، وأما المنافق أو المرتاب - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - فيقول : لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وجه مطابقته للترجمة يمكن أن يؤخذ من قوله : " محمد جاءنا بالبينات فأجبنا " لأن الذي أجاب وآمن هو الذي اقتدى بسنته صلى الله تعالى عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  وفاطمة بنت المنذر زوجة هشام بن عروة ، وأسماء جدتها .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب العلم في باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس .

                                                                                                                                                                                  قوله : " حين خسفت الشمس " ويروى " كسفت الشمس " فدل على أن الخسوف والكسوف كليهما يستعملان للشمس ، وفيه رد على من قال إن الكسوف مختص بالشمس والخسوف بالقمر ، قوله : " تفتنون " أي تمتحنون وذلك بسؤال منكر ونكير ، قوله : " فأجبنا " أي دعوته " وآمنا به " .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية